صور من مظاهر الاستهزاء
تتنوع مظاهر الاستهزاء حسب ما يصدر من المستهزئ أو الساخر فقد تكون السخرية بالكلام ، وهذا النوع أكثر من أنواع الاستهزاء قديماً وحديثاً . وقد تكون السخرية بالإشارة غمزاً بالعين ، أو إخراج اللسان وقد تكون بحركة اليد .
ونظراً لكثرة صور الاستهزاء فقد قسمت هذا الفصل إلى المباحث التالية المبحث الأول : صور الاستهزاء بالله – سبحانه وتعالى - .المبحث الثاني : صور من الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .المبحث الثالث : صور من الاستهزاء بشعائر الإسلام وسنن سيد الأنام .المبحث الرابع : صور من الاستهزاء بالمؤمنين .
وإليك بيان ذلك :
المبحث الأول صور من الاستهزاء بالله - سبحانه وتعالى –
إن من بدهيات الدين : أن الله – سبحانه وتعالى – واحد ، أحد ، فرد ، صمد ، لم يلد ولم يولد ، أول بلا إبتداء آخر بلا انتهاء ، هو القوي العزيز ، الجبار الكبير ، المتعال ، الذي لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء ، له صفات الكمال والجلال : (( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )) سورة الشورى ، آية 11 .
غير أن الذين كفروا بالله لم يقدروا الله حق قدره ، فكان من أقبح كفرهم الاستهزاء بالله – سبحانه وتعالى – والسخرية به نعوذ بالله من ذلك – ومن صور الاستهزاء بالله مايلي :
1) مايقوله الماديون الملحدون ( لا إله ، والكون مادة ، والطبيعة تخبط خبط عشواء ولا حدّ لقدرتها على الخلق ) (27) .
ويمثل هذه الصورة كل شيوعي ماركسي مادي ، ولو نطق بالعربية الفصحى ! .
2) تربى على الفكر المادي الإلحادي شرذمة من الناطقين باللغة العربية ، وجاءوا بغثاء من القول سموه شعراً حراً أرادوا من خلاله التمرد على كل ثوابت هذه الأمة فسخروا بالله واستهزأوا به وتجرأوا جرأة لم يكد يسبق إليها ، وحين تقرأ كلامهم تجد كفراً بواحاً تقشعر منه الجلود ، وإليك أمثلة من كلام هؤلاء :• يقول عبد العزيز المقالح الذي هو من روادهم – وبعض الببغاوات لدينا يصفه بنبي الحداثيين - : (( صار الله رماداً ، صمتاً رعباً في كف الجلادين . حقلاً ينبت سبحات وعمائم بين الرب الأغنية الثروة والرب القادم من هوليوود ، كان الله قديماً حباً ، وكان نهاراً في الليل أغنية تغسل بالأمطار الخضراء تجاعيد الأرض )) (28) .
3) ومن الاستهزاء بالله – تعالى – ما قاله الشيوعي الحداثي عبد الوهاب البياتي :
(( الله في مدينتي يبيعه اليهود ، الله في مدينتي مشرد طريد ، أراده الغزاة أن يكون لهم أجيراً شاعراً قواداً ، يخدع في قيثارة المذهب العباد لكنه أصيب بالجنون ، لأنه أراد أن يصون زنابق الحقول من جرادهم أراد أن يكون .. )) (29) .
هل سمعت كفراً واستهزاء وسخرية بالله كهذه السخرية ؟! تعالى الله عما يقول المجرمون علواً كبيراً ثم ما أسم هذا الزنديق ؟ عبد الوهاب !! .
4) أما شاعر المزبلة الفكرية نزار قباني فاسمعه يقول في قصيدة بعنوان أصهار الله :
وهل غلاء الفول والحمص والطرشي والجرجير شأن من شؤون الله ؟!! (30) .
(( ياإلهي … إن تكن رباً حقيقياً فدعنا عاشقينا )) (31) .
5) وشيوعي حداثي آخر اسمه محمود درويش يقول :
نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير (32) .
6) أما كبيرهم الذي علمهم السحر بدر شاكر السياب فهو القائل :
فنحن جميعاً أموات . أنا ومحمد والله وهذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة ، عليها يكتب اسم محمد والله (33) . ثم يقول : (( وإن الله باق في قرانا ما قتلناه ، ولا من جوعنا يوماً أكلناه )) (34) . تعالى الله وتقدس عن هذا الكفر والنقائص !!! .
هذا غيض من فيض مما ينعق به هؤلاء الملاحدة ثم بعد ذلك يمجدون ويحمدون ويرفع شأنهم ولكن لا عليك فإن ربك – سبحانه – يقول : (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) سورة المائدة ، آية 51 .
غير أن الذين كفروا بالله لم يقدروا الله حق قدره ، فكان من أقبح كفرهم الاستهزاء بالله – سبحانه وتعالى – والسخرية به نعوذ بالله من ذلك – ومن صور الاستهزاء بالله مايلي :
1) مايقوله الماديون الملحدون ( لا إله ، والكون مادة ، والطبيعة تخبط خبط عشواء ولا حدّ لقدرتها على الخلق ) (27) .
ويمثل هذه الصورة كل شيوعي ماركسي مادي ، ولو نطق بالعربية الفصحى ! .
2) تربى على الفكر المادي الإلحادي شرذمة من الناطقين باللغة العربية ، وجاءوا بغثاء من القول سموه شعراً حراً أرادوا من خلاله التمرد على كل ثوابت هذه الأمة فسخروا بالله واستهزأوا به وتجرأوا جرأة لم يكد يسبق إليها ، وحين تقرأ كلامهم تجد كفراً بواحاً تقشعر منه الجلود ، وإليك أمثلة من كلام هؤلاء :• يقول عبد العزيز المقالح الذي هو من روادهم – وبعض الببغاوات لدينا يصفه بنبي الحداثيين - : (( صار الله رماداً ، صمتاً رعباً في كف الجلادين . حقلاً ينبت سبحات وعمائم بين الرب الأغنية الثروة والرب القادم من هوليوود ، كان الله قديماً حباً ، وكان نهاراً في الليل أغنية تغسل بالأمطار الخضراء تجاعيد الأرض )) (28) .
3) ومن الاستهزاء بالله – تعالى – ما قاله الشيوعي الحداثي عبد الوهاب البياتي :
(( الله في مدينتي يبيعه اليهود ، الله في مدينتي مشرد طريد ، أراده الغزاة أن يكون لهم أجيراً شاعراً قواداً ، يخدع في قيثارة المذهب العباد لكنه أصيب بالجنون ، لأنه أراد أن يصون زنابق الحقول من جرادهم أراد أن يكون .. )) (29) .
هل سمعت كفراً واستهزاء وسخرية بالله كهذه السخرية ؟! تعالى الله عما يقول المجرمون علواً كبيراً ثم ما أسم هذا الزنديق ؟ عبد الوهاب !! .
4) أما شاعر المزبلة الفكرية نزار قباني فاسمعه يقول في قصيدة بعنوان أصهار الله :
وهل غلاء الفول والحمص والطرشي والجرجير شأن من شؤون الله ؟!! (30) .
(( ياإلهي … إن تكن رباً حقيقياً فدعنا عاشقينا )) (31) .
5) وشيوعي حداثي آخر اسمه محمود درويش يقول :
نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير (32) .
6) أما كبيرهم الذي علمهم السحر بدر شاكر السياب فهو القائل :
فنحن جميعاً أموات . أنا ومحمد والله وهذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة ، عليها يكتب اسم محمد والله (33) . ثم يقول : (( وإن الله باق في قرانا ما قتلناه ، ولا من جوعنا يوماً أكلناه )) (34) . تعالى الله وتقدس عن هذا الكفر والنقائص !!! .
هذا غيض من فيض مما ينعق به هؤلاء الملاحدة ثم بعد ذلك يمجدون ويحمدون ويرفع شأنهم ولكن لا عليك فإن ربك – سبحانه – يقول : (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) سورة المائدة ، آية 51 .
المبحث الثاني صور من الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
إن الله – سبحانه وتعالى – قد عظَّم قدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بطاعته ، ورد الأمر إليه فقال – سبحانه وتعالى – (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) سورة الحشر ، آيه 7 . وقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )) سورة النساء ، آية 59 . ويقول تعالى : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )) سورة النساء ، آية 65 .
هذا النبي الكريم – صلوات الله وسلامه عليه – لا يجوز غمزه ولا الاستهزاء به ، فمن فعل ذلك فقد كفر بالله وخرج من الملة ، وإليك طرف من صور الاستهزاء بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
1) في غزوة تبوك التي حل بالمسلمين فيها من النصب والتعب والجوع والعطش الشئ الكثير : استهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم من استهزأ ، فنزل الوحي من فوق سبع سماوات يعلن كفر هؤلاء المستهزئين : قال تعالى : (( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين )) سورة التوبة ، الآيتان 65 ، 66 .
ورد في سبب نزولها عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا : قال رجل من المنافقين : ما أرى قرآءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً ، وأكذبنا ألسنة ، وأجبننا عن اللقاء ، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ارتحل وركب ناقته فقال : يارسول الله ؛ إنما كنا نخوض ونلعب فقال : (( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون )) إلى قوله (( مجرمين )) . وإن رجليه لتنسفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم (35) .
وقال قتادة : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين إذ قالوا : أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها ؟ هيهات هيهات له ذلك !! فأطلع الله نبيه على ذلك ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : (( احبسوا علىَّ الركب )) فأتاهم فقال : (( قلتم كذا وكذا )) ، فقالوا يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (36) .
قال ابن إسحاق : ( وقد كان جماعة من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني أمية بن زيد بني عمرو بن عوف ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له مخشن بن حميّر يشيرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك ، فقال بعضهم لبعض : أتحسبون أن جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً ؟ والله لكأنا بكم غداً مقرنين في الحبال ، إرجافاً وترهيباً للمؤمنين ، فقال مخشن بن حميّر : والله لوددت أني أقاضى على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما بلغني – لعمار بن ياسر : (( أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا ، فإن أنكروا فقل : بلى ، قلتم كذا وكذا )) فانطلق إليهم عمّار فقال ذلك لهم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه ، فقال وديعة بن ثابت – ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على راحلته ، فجعل يقول – وهو آخذ بحقبها - : يارسول الله ؛ إنما كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله – عز وجل - : (( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب )) .
فقال مخشن بن حمير : يارسول الله ؛ قعد بي اسمي واسم أبي فكان الذي عفى عنه في هذه الآية مخشن بن حمير فتسمى عبد الرحمن ، وسأل الله أن يُقتل شهيداً لا يعلم بمكانه ، فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر ) (37) .
2) ومن صور الاستهزاء : ماحدث – أيضاً – في الطريق إلى تبوك حيث ضلت ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال زيد بن اللُّصيت – وكان منافقاً - : أليس يزعم أنه نبي ، ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن رجلاً يقول وذكر مقالته ، وإني والله لا أعلم إلا ماعلمني الله ، وقد دلني الله عليها ، هي في الوادي في شِعْب كذا وكذا ، وقد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها فذهبوا فأتوه بها (38) .
3) ولقد تبجح المستهزءون برسول الله صلى الله عليه وسلم في عصرنا الحاضر بألفاظ كفرية ملحدة ، تقشعر منها الأبدان ، ومن ذلك شعراء الحداثة – إن كان يصح تسميتهم بشعراء – فقد وقعوا فريسة للأفكار الإباحية الكفرية التي استوردت من مذاهب أدبية غربية وشرقية كافرة .
إنهم من بني جلدتنا ويتسمون بأسمائنا ، وهم أخطر على ديننا من أعدائه الأصليين ، هذا شويعر اسمه محمد جبر الحربي يقول وبئس ما يقول :
أرضنا البيد غارقة
طوف الليل أرجاءها
وكساها بعسجده الهاشمي
فدانت لعاداته معبدا . (39)
ترى هل عرفت هذه الأرض غير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الهاشمي الذي أخرج الله به هذه الأمة من الجاهلية إلى الإسلام ، ثم يتجرأ هذا الوغد فيطلق على ديننا اسم الليل والظلام ؟!! .
4) ومن صور الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ما رسمه صلاح جاهين رسام الكاريكاتير المعروف حيث صور صورة هزلية في جريدة الأهرام رسم فيها رجلاً بدوياً يرمز به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب حماراً في وضع مقلوب ليكون رمزاً للرجعية ، وفي أرضية الصورة ديك وتسع دجاجات وعنوان الرسم محمد أفندي جوز التسعة (40) . وهذا من أقبح الهجوم والاستهزاء والسخرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5) ومن السخرية بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما هزأ به محمد الغزالي حيث أورد حديث : (( لن يفلح قومٌ ولَّوْا أمرهم امرأة )) . يسخر من هذا الحديث ، ويذكر أن بلقيس وفكتوريا وأنديرا غاندي وجولدا مائير قد أفلحن بأممهم إلى آخر ما ذكر (41) مع أن الحديث مخرج في صحيح البخاري .
6) ومن السخرية برسول الله صلى الله عليه وسلم السخرية بالرجال الذين حملوا دينه ، ومن ذلك أن غِرّاً حداثياً كتب ساخراً يقول : حدثنا محبط بن محبط عن جاهل (42) !! .
وزميل له يقول : حدثنا الشيخ إمام عن صالح عبد الحي عن سيد بن درويش عن أبيه عن جده (43) . وهذا منتهى الجرأة على حملة دين الله الذين هم رجال الإسناد ، تلك المفخرة العجيبة لهذه الأمة التي لم تستطع أمة في الأرض ، أن تنال مثل شرف علم الرواية وتمحيص رجال الإسناد للأقوال فكانت هذه المنقبة مأدبة سخرية عند دهاقنة العبث والإلحاد .
7) كان عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – دقيق الساقين ، وقد خرج في أحد الأيام يجتنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من الآراك ، وكانت الرياح تكفؤُهُ بسبب دقة ساقيه فضحك القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي في يده لهما أثقل في الميزان من أحد )) (44) .
8) وهذا كاتب ساخر يهزأ بأبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – فيقول : ( عادل إمام مثل أبي ذر الغفاري ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث يوم القيامة وحده ) (45) . وهكذا يُشَبه رمز من رموز العفن الفني وأصحاب السقوط الأخلاقي وسفِلةِ الناس بأصحاب رسول الله الأبرار الأطهار ؟! .
هذا النبي الكريم – صلوات الله وسلامه عليه – لا يجوز غمزه ولا الاستهزاء به ، فمن فعل ذلك فقد كفر بالله وخرج من الملة ، وإليك طرف من صور الاستهزاء بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
1) في غزوة تبوك التي حل بالمسلمين فيها من النصب والتعب والجوع والعطش الشئ الكثير : استهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم من استهزأ ، فنزل الوحي من فوق سبع سماوات يعلن كفر هؤلاء المستهزئين : قال تعالى : (( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين )) سورة التوبة ، الآيتان 65 ، 66 .
ورد في سبب نزولها عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا : قال رجل من المنافقين : ما أرى قرآءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً ، وأكذبنا ألسنة ، وأجبننا عن اللقاء ، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ارتحل وركب ناقته فقال : يارسول الله ؛ إنما كنا نخوض ونلعب فقال : (( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون )) إلى قوله (( مجرمين )) . وإن رجليه لتنسفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم (35) .
وقال قتادة : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين إذ قالوا : أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها ؟ هيهات هيهات له ذلك !! فأطلع الله نبيه على ذلك ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : (( احبسوا علىَّ الركب )) فأتاهم فقال : (( قلتم كذا وكذا )) ، فقالوا يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (36) .
قال ابن إسحاق : ( وقد كان جماعة من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني أمية بن زيد بني عمرو بن عوف ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له مخشن بن حميّر يشيرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك ، فقال بعضهم لبعض : أتحسبون أن جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً ؟ والله لكأنا بكم غداً مقرنين في الحبال ، إرجافاً وترهيباً للمؤمنين ، فقال مخشن بن حميّر : والله لوددت أني أقاضى على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما بلغني – لعمار بن ياسر : (( أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا ، فإن أنكروا فقل : بلى ، قلتم كذا وكذا )) فانطلق إليهم عمّار فقال ذلك لهم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه ، فقال وديعة بن ثابت – ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على راحلته ، فجعل يقول – وهو آخذ بحقبها - : يارسول الله ؛ إنما كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله – عز وجل - : (( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب )) .
فقال مخشن بن حمير : يارسول الله ؛ قعد بي اسمي واسم أبي فكان الذي عفى عنه في هذه الآية مخشن بن حمير فتسمى عبد الرحمن ، وسأل الله أن يُقتل شهيداً لا يعلم بمكانه ، فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر ) (37) .
2) ومن صور الاستهزاء : ماحدث – أيضاً – في الطريق إلى تبوك حيث ضلت ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال زيد بن اللُّصيت – وكان منافقاً - : أليس يزعم أنه نبي ، ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن رجلاً يقول وذكر مقالته ، وإني والله لا أعلم إلا ماعلمني الله ، وقد دلني الله عليها ، هي في الوادي في شِعْب كذا وكذا ، وقد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها فذهبوا فأتوه بها (38) .
3) ولقد تبجح المستهزءون برسول الله صلى الله عليه وسلم في عصرنا الحاضر بألفاظ كفرية ملحدة ، تقشعر منها الأبدان ، ومن ذلك شعراء الحداثة – إن كان يصح تسميتهم بشعراء – فقد وقعوا فريسة للأفكار الإباحية الكفرية التي استوردت من مذاهب أدبية غربية وشرقية كافرة .
إنهم من بني جلدتنا ويتسمون بأسمائنا ، وهم أخطر على ديننا من أعدائه الأصليين ، هذا شويعر اسمه محمد جبر الحربي يقول وبئس ما يقول :
أرضنا البيد غارقة
طوف الليل أرجاءها
وكساها بعسجده الهاشمي
فدانت لعاداته معبدا . (39)
ترى هل عرفت هذه الأرض غير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الهاشمي الذي أخرج الله به هذه الأمة من الجاهلية إلى الإسلام ، ثم يتجرأ هذا الوغد فيطلق على ديننا اسم الليل والظلام ؟!! .
4) ومن صور الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ما رسمه صلاح جاهين رسام الكاريكاتير المعروف حيث صور صورة هزلية في جريدة الأهرام رسم فيها رجلاً بدوياً يرمز به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب حماراً في وضع مقلوب ليكون رمزاً للرجعية ، وفي أرضية الصورة ديك وتسع دجاجات وعنوان الرسم محمد أفندي جوز التسعة (40) . وهذا من أقبح الهجوم والاستهزاء والسخرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5) ومن السخرية بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما هزأ به محمد الغزالي حيث أورد حديث : (( لن يفلح قومٌ ولَّوْا أمرهم امرأة )) . يسخر من هذا الحديث ، ويذكر أن بلقيس وفكتوريا وأنديرا غاندي وجولدا مائير قد أفلحن بأممهم إلى آخر ما ذكر (41) مع أن الحديث مخرج في صحيح البخاري .
6) ومن السخرية برسول الله صلى الله عليه وسلم السخرية بالرجال الذين حملوا دينه ، ومن ذلك أن غِرّاً حداثياً كتب ساخراً يقول : حدثنا محبط بن محبط عن جاهل (42) !! .
وزميل له يقول : حدثنا الشيخ إمام عن صالح عبد الحي عن سيد بن درويش عن أبيه عن جده (43) . وهذا منتهى الجرأة على حملة دين الله الذين هم رجال الإسناد ، تلك المفخرة العجيبة لهذه الأمة التي لم تستطع أمة في الأرض ، أن تنال مثل شرف علم الرواية وتمحيص رجال الإسناد للأقوال فكانت هذه المنقبة مأدبة سخرية عند دهاقنة العبث والإلحاد .
7) كان عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – دقيق الساقين ، وقد خرج في أحد الأيام يجتنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من الآراك ، وكانت الرياح تكفؤُهُ بسبب دقة ساقيه فضحك القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي في يده لهما أثقل في الميزان من أحد )) (44) .
8) وهذا كاتب ساخر يهزأ بأبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – فيقول : ( عادل إمام مثل أبي ذر الغفاري ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث يوم القيامة وحده ) (45) . وهكذا يُشَبه رمز من رموز العفن الفني وأصحاب السقوط الأخلاقي وسفِلةِ الناس بأصحاب رسول الله الأبرار الأطهار ؟! .
المبحث الثالثصور من الاستهزاء بشعائر الإسلام وسنة سيد الأنام
قال الله تعالى : (( ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً )) سورة الكهف ، آية 56 . وقد ذكر العلماء أن الاستهزاء بآيات الله وشرعه من أشد أنواع التكذيب (46) . وقال تعالى : (( بل عجبت ويسخرون * وإذا ذُكِّروا لا يذكُرُون * وإذا رأوا آية يستسخرون )) سورة الصافات ، الآيات 12 ، 14 .
إن الحقيقة المرة التي نشاهدها اليوم هي أن الاستهزاء الفاضح والسخرية اللاذعة بدين الله وشريعته وسنة نبيه واضحة لكل ذي عينين وسأضرب أمثلة لهذه الصورة المشينة والتي تلتقي كلها على حرب دين الله وهدمه .
1) الاستهزاء ببعض مسائل عقيدة أهل السنة والجماعة كبعض الصفات الثابتة – لربنا – سبحانه وتعالى كالاستواء والنزول والغضب والرضى واليدين ، وغير ذلك مما هو في حكم المعلوم بالضرورة من معتقد أهل السنة والجماعة فإنك تجد كل مبتدع خرج على منهج أهل السنة يهزأ ويسخر بمن يثبت هذه الصفات على الوجه اللائق بالله ، والمؤولة يحملون وزر هذا الاستهزاء والسخرية فإنهم في مقام من يستدرك على الله وعلى رسوله ، وإلا فما معنى أن يرد حديث النزول وهو من الأحاديث المتواترة ، ثم تجد من يهزأ بذلك ويقيس صفات الخلق على صفات الخالق – تعالى – ربنا وتقدس عن ذلك علواً كبيراً !!! .
2) الاستهزاء بتحكيم الشريعة الإسلامية ووصمها بأنها شريعة الرجعيين والأصوليين ، وأن فيها وحشية ! إذ كيف تقطع يد السارق ويُرجم الزاني المحصن !!! .
وفي هذا يقول الداعية الموفق المسدد الشيخ عبد الرحمن الدوسري – رحمه الله - : هذا من أعظم طعن بجناب الله العظيم وإلحاد في أسمائه ، وتفضيل لخططهم وآرائهم على حكم الله ومراده ، ففي قولهم هذا إنكار لعلمه الواسع المحيط بكل شئ ، وتنديد بحكمته ورحمته ، فلم يجعلوا الله عليماً بما يصلح أحوال الناس في كل عصر ، ولا حكيماً يشرع لهم ما يصلح أحوالهم ، بل تمادى ورثة المنافقين في هذا الزمان فزعموا أن أحكام الله في شرعه قاسية لا تناسب الإنسانية !! وهذا يقتضي أن الله ليس رحيماً لأن شريعته مبنية على القسوة والخمول لا على الحكمة والرحمة ، فقد ارتكسوا في أبشع دركات النفاق غاية الإرتكاس . (47)
إن هذا الهلع والجزع من تحكيم الشريعة والذي يعقبه ويسبقه سخرية بهذه الشريعة خاصة من العلمانيين الذين لايريدون لهذه الأمة أي خير ، إن ذلك كله ليذكرنا مقولة قريش حيث أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين فقالوا : (( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا )) (48) . سورة القصص ، آية 57 .
ومنطق العلمانية اليوم التي تهاجم تحكيم شريعة الله هو بذاته منطق فرعون ، حيث قال لقومه محذراً من دين الله الحق الذي أتى به موسى – عليه السلام – قال فرعون : (( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد )) سورة غافر ، آية 26 .
هذا هو منطق المعادين لله ولدينه في كل عصر ومصر قال تعالى : (( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )) سورة الذاريات ، آية 53 .
3) ومما يؤكد هذا الفزع لدى أعداء الله نشرهم للصور التي تهزأ بالمتدينين المطالبين بتحكيم الشريعة الإسلامية ، ومن هذا ما نشرته ( روز اليوسف ) حيث أخرجت للناس رسماً كاريكاتيرياً تصور فيه شاباً متديناً له لحية طويلة جداً يؤذن في منارة مسجد ، فبدلاً من أن يقول : حي على الفلاح قال : حي على السلاح !!! .
ثم رسمته في وضع آخر وهناك يد خفية تدس في رأسه شريط ( كاسيت ) وفي فمه مسدس (49) !!!! .
وهكذا ترى هذه السخرية اللاذعة كلها حرب على شباب الصحوة الإسلامية المباركة التي تجتاح الكرة الأرضية اليوم ، ولله الحمد والمنة .
ولهذا أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في هذا الشأن بما نصه : ( الاستهزاء بالإسلام أو بشيء منه كفر أكبر …… ومن يستهزئ بأهل الدين والمحافظين على الصلوات من أجل دينهم ومحافظتهم عليه ، يعتبر مستهزئاً بالدين ، فلا تجوز مجالسته ، ولا مصاحبته بل يجب الإنكار عليه ، والتحذير منه ، ومن صحبته ، وهكذا من يخوض في مسائل الدين بالسخرية والاستهزاء يعتبر كافراً ) (50) .
4) الاستهزاء بالصلاة قال تعالى : (( وإذا ناديتم إلى الصلاة أتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون )) سورة المائدة ، آية 58 .
كم سمعنا من ساخر بالصلاة والمصلين ، فهذا سفيه مستهزئ يقول : أيها المصلون إذا ذهبتم للجنة فخذونا معكم !!! .
وهذا نفعي مستهزئ يستقدم عاملاً كافراً مفضلاً إياه على العامل المسلم ثم يتبجح بقوله : لو أتينا بمسلم لأشغلنا وقطع وقتنا وعملنا بالصلاة !! .
5) السخرية بحجاب المرأة المسلمة . وهذا من أكثر صور الاستهزاء المنتشرة اليوم حيث تشن حرب مسعورة محمومة على الحجاب والمحجبات ، يقود هذه الحرب الدنسة أصحاب الميل للشهوات ، والمتاجرون في سوق النخاسة بأعراض الناس . تقول أمينة السعيد – وما أخالها أمينة – عجبت لفتيات مثقفات يلبسن أكفان الموتى وهنَّ على قيد الحياة (51) .
ويقول العلماني الحداثي أحمد عبد المعطي حجازي : إن للسفور مساوئ لكنها أقل – قطعاً – من مساوئ الحجاب والنقاب ، وشبيه بمن يدعونا للعودة إلى الحجاب من يدعونا للعودة إلى ركوب النياق والحمير والبغال هذه هي عقلية عصور الإنحطاط . (52)
أما الحداثي محمد جبر الحربي ، والمشهور بدفاعه عن أم جميل زوجة أبي لهب فاستمع إليه وهو يقول : ( والنساء سواسية منذ تبت ، وحتى ظهور القناع تشترى لتباع ، وتباع ، وثانية تشترى لتباع ) . (53)
ولا يقل في الغمز والسخرية عن هذا أن أحدهم سمى الطالبات المحجبات (( المسرحية والحراج )) (( قوارير سوداء )) ووصف خروجهن بالحجاب بأنه (( مسرحية مدهشة )) ويصفهن بأنهن بضائع (54) ، وهكذا يتحرك العلمانيون عبر وسائل إعلامية مهمة لنفث سمومهم وللطعن في حجاب المرأة المسلمة ، لتخرج عن عفافها وشرفها ، وتكون لقمة سهلة لذئاب البشر المسعورة ، ومن ثم تتوارى الفضيلة والعفة وتنتشر الإباحية والزنا والسقوط في حَمَأةِ الرذيلة حتى يتحول هذا المجتمع المحافظ على دينه ، وقيمه ، وأخلاقه إلى المجتمع الغربي الذي يرزح تحت وطأة الإباحية والسّعار الجنسي ، وتدمير الأسرة ومحاربة الفضيلة والعفة .
6) ومن السخرية بأحكام الشرع ما ذكره محمد الغزالي ضمن سخرياته وهزلياته الكثيرة – حيث قال : ( إن أهل الحديث يجعلون دية المرأة على النصف من دية الرجل ، وهذه سَوْأةٌ فكرية وخُلُقِيَّةٌ رفضها الفقهاء المحققون ) . (55)
ولقد غاب عن ذهن هذا المستهزئ أن هذه المسألة من مسائل الإجماع بين الأمة كما حكاه الحافظ ابن المنذر وغيره من أهل العلم . (56)
7) السخرية باللحية وتكاد تكون هذه المسألة من أكثر المسائل استهزاء من الهازلين الحاقدين ، ومن أكثر المسائل التي ابتلي بالسخرية فيها جمع من شباب الصحوة الإسلامية ، ولطالما سمعنا هذه الكلمة الجائرة التي تقول : لو كان في اللحية خير ما نبتت في الفَرْج !!! .
سبحان الله : (( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك )) سورة الإنفطار ، آية 6 ، 8 .
أتهزأ باللحية أيها الساخر الضاحك وأنت تتجاهل أنها خلق الله وتصويرها لهذا الرجل بهذه الصورة المميزة ؟! .
أتهزأ باللحية أيها المستهزئ وهي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجبة وفي نتفها دية رجل كاملة ؟ إن اللحية علامة من علامات الرجولة المسلمة ، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب وأوفروا اللحى ) (57) .
ولما سئل الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله – عن الذي يقول : إن اللحية وساخة هل يعتبر مرتداً ؟ فأجاب بقوله : فيه تأمل إن كان يعلم أنه ثابت عن الرسول فهذا استهزاء بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فحري أن يحكم عليه ذلك (58) .
8) ومن صور الاستهزاء بأحكام الله – تعالى – مسألة السخرية من تعدد الزوجات ، وهذه آفة تسربت لهذه الأمة نتيجة احتكاكها بالإفرنج الذين يبيحون الدياثة ويحرمون التعدد !! أما الخليلات والعشاق فبالعشرات لكل من الزوجين ، ولهذا نجد أن مسألة تعدد الزوجات قد أصحبت عند كثير من المتفرنجين جريمة لا تغتفر ، أما الزنا والسفر إلى بلاد الإباحية والمجون بقصد الفساد والإنحلال فذاك تقدم ورقي وسياحة وبعد عن الكبت !! ومن السخرية بهذه المسألة أنه عرض فيلم يصور حالة رجل تزوج باثنتين فكانت النتيجة أنه ( أنهبل ) وخرج للبرية هائماً على وجهه ، ولم يعد إلى بيته !! . (*)
وقد مر بك غمز صلاح جاهين في مقولته الخبيثة ( محمد جوز التسعة )
9) ومن صور الاستهزاء ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - عن بعض أهل البدع حيث يرى أحدهم أن استغاثته بالشيخ يعتقد فيه ويتبعه عند قبره أو غير قبره أنفع له من أن يدعو الله في المسجد عن السحر ، ويستهزئ بمن يعدل عن طريقته إلى التوحيد ، وكثير منهم يخربون المساجد ، ويعمرون المشاهد فهل هذا إلا من استخفافهم بالله وآياته ورسوله ، وتعظيمهم للشرك ! وإذا سمع أحدهم بعض الأبيات حصل له من الخشوع والحضور ما لا يحصل له عند سماع الآيات ، بل يستثقلونها ويستهزءون بها وبمن يقرؤها مما يحصل لهم به أعظم نصيب من قوله – تعالى - : (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون )) (59)
10) وهناك أمثلة كثيرة من الاستهزاء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللباس والأكل أو التيامن أو السواك أو غير ذلك مما يصعب حصره وعدّه ، فالله المستعان .
إن الحقيقة المرة التي نشاهدها اليوم هي أن الاستهزاء الفاضح والسخرية اللاذعة بدين الله وشريعته وسنة نبيه واضحة لكل ذي عينين وسأضرب أمثلة لهذه الصورة المشينة والتي تلتقي كلها على حرب دين الله وهدمه .
1) الاستهزاء ببعض مسائل عقيدة أهل السنة والجماعة كبعض الصفات الثابتة – لربنا – سبحانه وتعالى كالاستواء والنزول والغضب والرضى واليدين ، وغير ذلك مما هو في حكم المعلوم بالضرورة من معتقد أهل السنة والجماعة فإنك تجد كل مبتدع خرج على منهج أهل السنة يهزأ ويسخر بمن يثبت هذه الصفات على الوجه اللائق بالله ، والمؤولة يحملون وزر هذا الاستهزاء والسخرية فإنهم في مقام من يستدرك على الله وعلى رسوله ، وإلا فما معنى أن يرد حديث النزول وهو من الأحاديث المتواترة ، ثم تجد من يهزأ بذلك ويقيس صفات الخلق على صفات الخالق – تعالى – ربنا وتقدس عن ذلك علواً كبيراً !!! .
2) الاستهزاء بتحكيم الشريعة الإسلامية ووصمها بأنها شريعة الرجعيين والأصوليين ، وأن فيها وحشية ! إذ كيف تقطع يد السارق ويُرجم الزاني المحصن !!! .
وفي هذا يقول الداعية الموفق المسدد الشيخ عبد الرحمن الدوسري – رحمه الله - : هذا من أعظم طعن بجناب الله العظيم وإلحاد في أسمائه ، وتفضيل لخططهم وآرائهم على حكم الله ومراده ، ففي قولهم هذا إنكار لعلمه الواسع المحيط بكل شئ ، وتنديد بحكمته ورحمته ، فلم يجعلوا الله عليماً بما يصلح أحوال الناس في كل عصر ، ولا حكيماً يشرع لهم ما يصلح أحوالهم ، بل تمادى ورثة المنافقين في هذا الزمان فزعموا أن أحكام الله في شرعه قاسية لا تناسب الإنسانية !! وهذا يقتضي أن الله ليس رحيماً لأن شريعته مبنية على القسوة والخمول لا على الحكمة والرحمة ، فقد ارتكسوا في أبشع دركات النفاق غاية الإرتكاس . (47)
إن هذا الهلع والجزع من تحكيم الشريعة والذي يعقبه ويسبقه سخرية بهذه الشريعة خاصة من العلمانيين الذين لايريدون لهذه الأمة أي خير ، إن ذلك كله ليذكرنا مقولة قريش حيث أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين فقالوا : (( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا )) (48) . سورة القصص ، آية 57 .
ومنطق العلمانية اليوم التي تهاجم تحكيم شريعة الله هو بذاته منطق فرعون ، حيث قال لقومه محذراً من دين الله الحق الذي أتى به موسى – عليه السلام – قال فرعون : (( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد )) سورة غافر ، آية 26 .
هذا هو منطق المعادين لله ولدينه في كل عصر ومصر قال تعالى : (( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )) سورة الذاريات ، آية 53 .
3) ومما يؤكد هذا الفزع لدى أعداء الله نشرهم للصور التي تهزأ بالمتدينين المطالبين بتحكيم الشريعة الإسلامية ، ومن هذا ما نشرته ( روز اليوسف ) حيث أخرجت للناس رسماً كاريكاتيرياً تصور فيه شاباً متديناً له لحية طويلة جداً يؤذن في منارة مسجد ، فبدلاً من أن يقول : حي على الفلاح قال : حي على السلاح !!! .
ثم رسمته في وضع آخر وهناك يد خفية تدس في رأسه شريط ( كاسيت ) وفي فمه مسدس (49) !!!! .
وهكذا ترى هذه السخرية اللاذعة كلها حرب على شباب الصحوة الإسلامية المباركة التي تجتاح الكرة الأرضية اليوم ، ولله الحمد والمنة .
ولهذا أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في هذا الشأن بما نصه : ( الاستهزاء بالإسلام أو بشيء منه كفر أكبر …… ومن يستهزئ بأهل الدين والمحافظين على الصلوات من أجل دينهم ومحافظتهم عليه ، يعتبر مستهزئاً بالدين ، فلا تجوز مجالسته ، ولا مصاحبته بل يجب الإنكار عليه ، والتحذير منه ، ومن صحبته ، وهكذا من يخوض في مسائل الدين بالسخرية والاستهزاء يعتبر كافراً ) (50) .
4) الاستهزاء بالصلاة قال تعالى : (( وإذا ناديتم إلى الصلاة أتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون )) سورة المائدة ، آية 58 .
كم سمعنا من ساخر بالصلاة والمصلين ، فهذا سفيه مستهزئ يقول : أيها المصلون إذا ذهبتم للجنة فخذونا معكم !!! .
وهذا نفعي مستهزئ يستقدم عاملاً كافراً مفضلاً إياه على العامل المسلم ثم يتبجح بقوله : لو أتينا بمسلم لأشغلنا وقطع وقتنا وعملنا بالصلاة !! .
5) السخرية بحجاب المرأة المسلمة . وهذا من أكثر صور الاستهزاء المنتشرة اليوم حيث تشن حرب مسعورة محمومة على الحجاب والمحجبات ، يقود هذه الحرب الدنسة أصحاب الميل للشهوات ، والمتاجرون في سوق النخاسة بأعراض الناس . تقول أمينة السعيد – وما أخالها أمينة – عجبت لفتيات مثقفات يلبسن أكفان الموتى وهنَّ على قيد الحياة (51) .
ويقول العلماني الحداثي أحمد عبد المعطي حجازي : إن للسفور مساوئ لكنها أقل – قطعاً – من مساوئ الحجاب والنقاب ، وشبيه بمن يدعونا للعودة إلى الحجاب من يدعونا للعودة إلى ركوب النياق والحمير والبغال هذه هي عقلية عصور الإنحطاط . (52)
أما الحداثي محمد جبر الحربي ، والمشهور بدفاعه عن أم جميل زوجة أبي لهب فاستمع إليه وهو يقول : ( والنساء سواسية منذ تبت ، وحتى ظهور القناع تشترى لتباع ، وتباع ، وثانية تشترى لتباع ) . (53)
ولا يقل في الغمز والسخرية عن هذا أن أحدهم سمى الطالبات المحجبات (( المسرحية والحراج )) (( قوارير سوداء )) ووصف خروجهن بالحجاب بأنه (( مسرحية مدهشة )) ويصفهن بأنهن بضائع (54) ، وهكذا يتحرك العلمانيون عبر وسائل إعلامية مهمة لنفث سمومهم وللطعن في حجاب المرأة المسلمة ، لتخرج عن عفافها وشرفها ، وتكون لقمة سهلة لذئاب البشر المسعورة ، ومن ثم تتوارى الفضيلة والعفة وتنتشر الإباحية والزنا والسقوط في حَمَأةِ الرذيلة حتى يتحول هذا المجتمع المحافظ على دينه ، وقيمه ، وأخلاقه إلى المجتمع الغربي الذي يرزح تحت وطأة الإباحية والسّعار الجنسي ، وتدمير الأسرة ومحاربة الفضيلة والعفة .
6) ومن السخرية بأحكام الشرع ما ذكره محمد الغزالي ضمن سخرياته وهزلياته الكثيرة – حيث قال : ( إن أهل الحديث يجعلون دية المرأة على النصف من دية الرجل ، وهذه سَوْأةٌ فكرية وخُلُقِيَّةٌ رفضها الفقهاء المحققون ) . (55)
ولقد غاب عن ذهن هذا المستهزئ أن هذه المسألة من مسائل الإجماع بين الأمة كما حكاه الحافظ ابن المنذر وغيره من أهل العلم . (56)
7) السخرية باللحية وتكاد تكون هذه المسألة من أكثر المسائل استهزاء من الهازلين الحاقدين ، ومن أكثر المسائل التي ابتلي بالسخرية فيها جمع من شباب الصحوة الإسلامية ، ولطالما سمعنا هذه الكلمة الجائرة التي تقول : لو كان في اللحية خير ما نبتت في الفَرْج !!! .
سبحان الله : (( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك )) سورة الإنفطار ، آية 6 ، 8 .
أتهزأ باللحية أيها الساخر الضاحك وأنت تتجاهل أنها خلق الله وتصويرها لهذا الرجل بهذه الصورة المميزة ؟! .
أتهزأ باللحية أيها المستهزئ وهي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجبة وفي نتفها دية رجل كاملة ؟ إن اللحية علامة من علامات الرجولة المسلمة ، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب وأوفروا اللحى ) (57) .
ولما سئل الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله – عن الذي يقول : إن اللحية وساخة هل يعتبر مرتداً ؟ فأجاب بقوله : فيه تأمل إن كان يعلم أنه ثابت عن الرسول فهذا استهزاء بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فحري أن يحكم عليه ذلك (58) .
8) ومن صور الاستهزاء بأحكام الله – تعالى – مسألة السخرية من تعدد الزوجات ، وهذه آفة تسربت لهذه الأمة نتيجة احتكاكها بالإفرنج الذين يبيحون الدياثة ويحرمون التعدد !! أما الخليلات والعشاق فبالعشرات لكل من الزوجين ، ولهذا نجد أن مسألة تعدد الزوجات قد أصحبت عند كثير من المتفرنجين جريمة لا تغتفر ، أما الزنا والسفر إلى بلاد الإباحية والمجون بقصد الفساد والإنحلال فذاك تقدم ورقي وسياحة وبعد عن الكبت !! ومن السخرية بهذه المسألة أنه عرض فيلم يصور حالة رجل تزوج باثنتين فكانت النتيجة أنه ( أنهبل ) وخرج للبرية هائماً على وجهه ، ولم يعد إلى بيته !! . (*)
وقد مر بك غمز صلاح جاهين في مقولته الخبيثة ( محمد جوز التسعة )
9) ومن صور الاستهزاء ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - عن بعض أهل البدع حيث يرى أحدهم أن استغاثته بالشيخ يعتقد فيه ويتبعه عند قبره أو غير قبره أنفع له من أن يدعو الله في المسجد عن السحر ، ويستهزئ بمن يعدل عن طريقته إلى التوحيد ، وكثير منهم يخربون المساجد ، ويعمرون المشاهد فهل هذا إلا من استخفافهم بالله وآياته ورسوله ، وتعظيمهم للشرك ! وإذا سمع أحدهم بعض الأبيات حصل له من الخشوع والحضور ما لا يحصل له عند سماع الآيات ، بل يستثقلونها ويستهزءون بها وبمن يقرؤها مما يحصل لهم به أعظم نصيب من قوله – تعالى - : (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون )) (59)
10) وهناك أمثلة كثيرة من الاستهزاء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللباس والأكل أو التيامن أو السواك أو غير ذلك مما يصعب حصره وعدّه ، فالله المستعان .
المبحث الرابع الإستهزاء بالمؤمنين
لو أن أحداً يسلم من الأذى لشرفه ومكانته بين الناس لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بذلك !! ولكن الإبتلاء يحصل للمؤمن والمؤمنة من أجل التمييز والتمحيص ، ومعلوم أن نقمة المستهزئين على المؤمنين هي بسبب إيمانهم . قال تعالى : (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) . سورة البروج آية : 8 .
وقد فضح الله موقف المستهزئين بالمؤمنين في كتابه العزيز فقال سبحانه : (( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين أتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب )) سورة البقرة ، آية : 212 .
ولشناعة فعل المستهزئين سماهم الله في كتابه بالمجرمين فقال تعالى : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا أنقلبوا إلى أهلهم أنقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون * وما أرسلوا عليهم حافظين )) سورة المطففين ، آية : 29 ، 33 .
إنه الغمز واللمز والضحك الذي يمارسه كل مجرم ضد كل موحد ، وهذا الأمر يشكو منه خاصة كثير من الشباب والشابات ممن منَّ الله عليهم بالهداية والإستقامة ، يشكون دائماً من السخرية وعن الإستهزاء ، فعليهم الصبر فإن العاقبة للمتقين وليتأملوا قول الله تعالى : (( والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات * والذين لا يجدون إلى جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم )) سورة التوبة ، آية : 79 .
قال أبن كثير – رحمه الله – ( وهذه – أيضاً – من صفات المنافقين ، ألا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا هذا مُرَاء !! وإن جاء بشئ يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا ) (60) .
وإليك بعضاً من صور الإستهزاء بالمؤمنين مما شاع اليوم وذاع في صفوف الناس :1) الإٍستهزاء برجال الحسبة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر . أولئك الرجال الذين استشعروا أهمية خيرية هذه الأمة في قول الله – سبحانه وتعالى – (( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) سورة آل عمران ، آية : 110 . فقاموا بهذا العمل النبيل العظيم ، وذلك لأداء ما أفترض الله على هذه الأمة ، ولحفظ أمن وأمان المسلمين ، ومع هذا يسخر منهم السفهاء ، ويلصقون بهم التهم والزّيوف ، ومن هذا ماكتبه أحمد الجار الله حيث يقول :
باسم الدين يوقفون سيارتك ويطلبون منك أن تثبت أن زوجتك هي زوجتك !!! .
وبإسم الدين يستجوبون المرأة عن أسم آخر أبنائها وعن شكل غرفة نومها ، ولون حمامها وماركة ( الكلينكس ) الذي تستخدمه لإثبات أنها زوجتك !! ثم يلفظ أحمد الجار الله أنفاس حقده بقوله : واحد لحيته مثل التيس أوقفني وقال : لماذا تتحدث عن رجال الدّين (61) .
ولم يكتف بهذا بل قال عن رجال الهيئات : أنهم نفر غير مسؤول نصّبوا أنفسهم أوصياء على الناس يتدخلون في خصوصياتهم ، ويتابعونهم في تحركاتهم ! ثم قال : الأسلوب الغوغائي من أبتداع الشيوعية ! .
ونظراً لعمق العلاقة بين هذا الكاتب وبين رسام الكاريكاتير جرجس عياد !!
فقد وسط أحمد الجار الله مقاله برسم لجرجس يحكي حالة أمرأة مشنوقة !! (62) .
وهكذا يلتقي الحقد الصليبي النصراني مع الإتجاه العلماني الإباحي في مقال ورسم كاريكاتير ظناً من هؤلاء أنهم سيطفئون نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .
عجب من هذا الكُوَيْتب : مدح البعثية والبعثيين طوال سنوات حربهم مع إيران الشيعية حتى صورهم بصورة الفاتحين المظفرين ، وكتب عن دعاة العلمانية والإلحاد فمجدهم ورفع من شأنهم ، ثم عرّج على الفن فملأ جريدته بحكايات علب الليل وخمريات السكارى ولما رأى الدور العظيم الذي يقوم به رجال الحسبة في محاربة المنكرات والفواحش شرق بهم وأمتلأ قلبه حقداً عليهم فأستعان بأستاذه الصليبي جرجس وكتب ما كتب ، وما إخال فعله هذا إلا كما قال الشاعر :
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى رأسه الوعل
وصدق القائل :
وما ضر الورود وما حوته إذا المزكوم لم يطعمم شذاها
2) السخرية بالمجاهدين في سبيل الله : فقد آذت جريدة عكاظ المسلمين بنشرها رسماً خبيثاً ظهر من خلاله حقد دفين على المجاهدين الأفغان خاصة حيث أخرجت للناس رسمين : الأول فيه صورة لمجاهدين من أفغانستان يصبان فيه الماء على جذع شجرة نابتة ، وهذا يشير إلى بدايات الجهاد ، ثم في الرسم الثاني قد كبرت الشجرة وحان قطاف الثمرة ، فحدث أشتباك مسلح بين هذين المجاهدين وكل منهما ينتف شعر لحية الآخر ، وكل منهما يستعد برشاشه لقتل الآخر (63) !! وهكذا تصور عكاظ حياة المجاهدين بهذا الشكل المشين ، فبدلاً من أن تنشر الكلمة الهادفة لجمع الكلمة إذا بها تضحك السفهاء على المجاهدين ، ومما زاد الطين بلة في هذا أنها عنونت لهذا الرسم بعنوان : (( حكاية للأطفال ))
ترى : هل هي بهذا تريد غرس كراهية الجهاد في نفوس الناشئة ؟ وتقبيح صورة أهل الجهاد في نفوس الصغار ؟ ربما ؛ ووراء الأكمة ما وراءها !!! (*) .
3) السخرية بعلماء الأمة : وهذا الجرم لم يقتصر فعله على أعداء الدين ، بل وقع حتى أناس يحسبون على الدعوة والدعاة . فهذا محمد الغزالي يسخر بعلماء الحنابلة ، وهو يعلق على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُصَلين العصر إلا في بني قريظة )) (64) فيقول : ( قلت : لو كان هؤلاء الحنابلة المتشددون حاضرين لقالوا لمن استعجل الصلاة : ياعدو الله ورسوله تعصى النبي وترفض عزيمته علينا ، إن هذا نفاق !! كيف نصلي في الطريق ، وقد أمرنا في الصلاة في بني قريظة (65) ؟! ) حقاً : إذا لم تستح فاصنع ماشئت ! إن هذا من اتهام الناس بالباطل ، والتقول على نياتهم ومكنونات صدورهم ، وكفى بهذا شراً وخسّة ووقاحة وكم من المهرجين والساخرين هزواً بالعلماء في أشكالهم أو أصواتهم أو فتاويهم فإذا لم ينكر هذا المنكر ويضرب بيد من حديد على هؤلاء الساخرين فأعلم أن الأمة قد تودع منها (*) .
وقد فضح الله موقف المستهزئين بالمؤمنين في كتابه العزيز فقال سبحانه : (( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين أتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب )) سورة البقرة ، آية : 212 .
ولشناعة فعل المستهزئين سماهم الله في كتابه بالمجرمين فقال تعالى : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا أنقلبوا إلى أهلهم أنقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون * وما أرسلوا عليهم حافظين )) سورة المطففين ، آية : 29 ، 33 .
إنه الغمز واللمز والضحك الذي يمارسه كل مجرم ضد كل موحد ، وهذا الأمر يشكو منه خاصة كثير من الشباب والشابات ممن منَّ الله عليهم بالهداية والإستقامة ، يشكون دائماً من السخرية وعن الإستهزاء ، فعليهم الصبر فإن العاقبة للمتقين وليتأملوا قول الله تعالى : (( والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات * والذين لا يجدون إلى جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم )) سورة التوبة ، آية : 79 .
قال أبن كثير – رحمه الله – ( وهذه – أيضاً – من صفات المنافقين ، ألا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا هذا مُرَاء !! وإن جاء بشئ يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا ) (60) .
وإليك بعضاً من صور الإستهزاء بالمؤمنين مما شاع اليوم وذاع في صفوف الناس :1) الإٍستهزاء برجال الحسبة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر . أولئك الرجال الذين استشعروا أهمية خيرية هذه الأمة في قول الله – سبحانه وتعالى – (( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) سورة آل عمران ، آية : 110 . فقاموا بهذا العمل النبيل العظيم ، وذلك لأداء ما أفترض الله على هذه الأمة ، ولحفظ أمن وأمان المسلمين ، ومع هذا يسخر منهم السفهاء ، ويلصقون بهم التهم والزّيوف ، ومن هذا ماكتبه أحمد الجار الله حيث يقول :
باسم الدين يوقفون سيارتك ويطلبون منك أن تثبت أن زوجتك هي زوجتك !!! .
وبإسم الدين يستجوبون المرأة عن أسم آخر أبنائها وعن شكل غرفة نومها ، ولون حمامها وماركة ( الكلينكس ) الذي تستخدمه لإثبات أنها زوجتك !! ثم يلفظ أحمد الجار الله أنفاس حقده بقوله : واحد لحيته مثل التيس أوقفني وقال : لماذا تتحدث عن رجال الدّين (61) .
ولم يكتف بهذا بل قال عن رجال الهيئات : أنهم نفر غير مسؤول نصّبوا أنفسهم أوصياء على الناس يتدخلون في خصوصياتهم ، ويتابعونهم في تحركاتهم ! ثم قال : الأسلوب الغوغائي من أبتداع الشيوعية ! .
ونظراً لعمق العلاقة بين هذا الكاتب وبين رسام الكاريكاتير جرجس عياد !!
فقد وسط أحمد الجار الله مقاله برسم لجرجس يحكي حالة أمرأة مشنوقة !! (62) .
وهكذا يلتقي الحقد الصليبي النصراني مع الإتجاه العلماني الإباحي في مقال ورسم كاريكاتير ظناً من هؤلاء أنهم سيطفئون نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .
عجب من هذا الكُوَيْتب : مدح البعثية والبعثيين طوال سنوات حربهم مع إيران الشيعية حتى صورهم بصورة الفاتحين المظفرين ، وكتب عن دعاة العلمانية والإلحاد فمجدهم ورفع من شأنهم ، ثم عرّج على الفن فملأ جريدته بحكايات علب الليل وخمريات السكارى ولما رأى الدور العظيم الذي يقوم به رجال الحسبة في محاربة المنكرات والفواحش شرق بهم وأمتلأ قلبه حقداً عليهم فأستعان بأستاذه الصليبي جرجس وكتب ما كتب ، وما إخال فعله هذا إلا كما قال الشاعر :
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى رأسه الوعل
وصدق القائل :
وما ضر الورود وما حوته إذا المزكوم لم يطعمم شذاها
2) السخرية بالمجاهدين في سبيل الله : فقد آذت جريدة عكاظ المسلمين بنشرها رسماً خبيثاً ظهر من خلاله حقد دفين على المجاهدين الأفغان خاصة حيث أخرجت للناس رسمين : الأول فيه صورة لمجاهدين من أفغانستان يصبان فيه الماء على جذع شجرة نابتة ، وهذا يشير إلى بدايات الجهاد ، ثم في الرسم الثاني قد كبرت الشجرة وحان قطاف الثمرة ، فحدث أشتباك مسلح بين هذين المجاهدين وكل منهما ينتف شعر لحية الآخر ، وكل منهما يستعد برشاشه لقتل الآخر (63) !! وهكذا تصور عكاظ حياة المجاهدين بهذا الشكل المشين ، فبدلاً من أن تنشر الكلمة الهادفة لجمع الكلمة إذا بها تضحك السفهاء على المجاهدين ، ومما زاد الطين بلة في هذا أنها عنونت لهذا الرسم بعنوان : (( حكاية للأطفال ))
ترى : هل هي بهذا تريد غرس كراهية الجهاد في نفوس الناشئة ؟ وتقبيح صورة أهل الجهاد في نفوس الصغار ؟ ربما ؛ ووراء الأكمة ما وراءها !!! (*) .
3) السخرية بعلماء الأمة : وهذا الجرم لم يقتصر فعله على أعداء الدين ، بل وقع حتى أناس يحسبون على الدعوة والدعاة . فهذا محمد الغزالي يسخر بعلماء الحنابلة ، وهو يعلق على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُصَلين العصر إلا في بني قريظة )) (64) فيقول : ( قلت : لو كان هؤلاء الحنابلة المتشددون حاضرين لقالوا لمن استعجل الصلاة : ياعدو الله ورسوله تعصى النبي وترفض عزيمته علينا ، إن هذا نفاق !! كيف نصلي في الطريق ، وقد أمرنا في الصلاة في بني قريظة (65) ؟! ) حقاً : إذا لم تستح فاصنع ماشئت ! إن هذا من اتهام الناس بالباطل ، والتقول على نياتهم ومكنونات صدورهم ، وكفى بهذا شراً وخسّة ووقاحة وكم من المهرجين والساخرين هزواً بالعلماء في أشكالهم أو أصواتهم أو فتاويهم فإذا لم ينكر هذا المنكر ويضرب بيد من حديد على هؤلاء الساخرين فأعلم أن الأمة قد تودع منها (*) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق