الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسـلام على نبينا محمـد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد ..
فلقد كثر في زماننا التلفظ بكلمات عظيمة مُوبقة محرقة لا يجرأ على التلفظ بها إلا الزنادقة لأنهم رجس خبيث لا يعرفون الله عز وجل إلا باسمه ولذلك فإنهم لا يخشون سطوته وعذابه فيتكلمون بسبّه وسب رسوله ودينه بكل سهولة وبجرأة وقحة قاتلهم الله وأخزاهم.
وسأذكر في هذه الرسالة بعض ما قيل في الجليل ـ سبحانه وتعالى ـ مما يوجب عظيم السخط والغضب ، ويستجلب عاجل العقوبات ، كذلك السخرية بدينه وعباده الصالحيـن ، مع أن الـذي لا نعلم عنه ولم يبلغنا أكثر وأكبر ! لأن زماننا متميز بخبثه عن سائر الأزمان ، ولأن الدجال أوشك خروجُـه فهو بحاجة إلى أتباعٍ وأعوانٍ من هؤلاء المسوخ تقرّ بهم عينه ! .
كذلك ذكرت كلاماً مختصراً عن الظلم وأثر الدعاء وقصصاً حاصلة في زماننا وفي الماضي .
زنديقٌ تعاجلُه العقوبةُ
كان يُنقل لنا قديماً ما يقوله زبانية سجون مصر الزنادقة مثل قول بعضهم للسجين لما سمعه يقول : ياربّ ياربّ ! ، قال الزنديق : لو نزل ربك لسجنته بالزنزانة !! .
وقد بلغنا أن هذا الزنديق عوجل بعقوبة قبل الآخرة حيث سُلّط عليه طاغيته / جمال عبد الناصر فسجنه وعذّبه ، ولما انتهى سجنه خرج يوم عيد فذهب بسيارته إلى قريته في مصر ، وفي الطريق التقى بحرّاثة زراعية فاصطدم بها فدخلت أسنان الحرّاثة في جسمه ولم يقدروا أن يخلصوه إلا بقطع رقبته وفصل رأسه عن بدنه ! .
وكم وقع للزنادقة والظلمة من وقائع فظيعة من العقوبات المعجلة في الدنيا مما يعرف الناس منه الكثير ! .
وإذا كان قد نزل قرآنٌ يتلى إلى يوم القيامة في قومٍ غزاةٍ مع رسول الله ى وصحابته الأطهار رضي الله عنهم لأجل كلمة قالها هؤلاء الغزاة : ( ما نرى مثل قرائنا هؤلاء " يعنون الصحابة " أرغب بطوناً وأكذب ألْسناً وأجبن عند اللقاء ) فأنزل الله : (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) فكيف ما نحن فيه اليوم من السخرية بالله والاستهزاء به وبدينه ورسوله وعباده الصالحين ! قطع الله دابر المنافقين وعجّل عقوبتهم في الدنيا قبل الآخرة .
تكادُ السماءُ أنْ تقعَ علَى الأرضِ لمقالةِ خنزيرٍ !
ولقد تعدّى الأمر حدّه وتجاوز الطغيان مداه في زماننا، فهذا زنديق يقول قولاً واللهِ لوْ سقطت السماء على الأرض لقوله غضباً لفاطرها سبحانه وبحمده لما كان ذلك عجباً ! ، ولولا أن الله حكى عن فرعون مقالته ولولا أنني أريد أن أُعرِّض الخبيث لدعاء المسلمين عليه لما ذكرت قوله ـ قاتله الله وقطع دابره ـ ، يقول الخنـزير : ( أفعل به ) يعني الرب العظيم جلّ جلاله ، كبرت كلمة تخرج من فيه ! ، قال هذا القول الفاحش باللهجة الصريحة القبيحة التي هي أقبح وأشنع وأفظع مما أثبتُّ هنا ، اللهم اجعله عبرة لخلقك .
هذا الزنديق الخبيث لم يعرف نفسه وأن أوّله نطفة مَذِرة وآخره جيفة قذرة وفيما بين ذلك يحمل العذرة .
ولم يعرف ملك الملوك سبحانه وبحمده القاهر فوق عباده ، قال الله عز وجل للنبي أرميا ـ عليه السلام ـ في كلام أوحاه إليه : ( فأنا إله الذي ليس شيء مثلي ، قامت السموات والأرض وما فيهن بكلمتي ، وأنه لا يخلص التوحيد ولم تتم القدرة إلا لي، ولا يعلم ما عندي غيري ، وأنا الذي كلمت البحار ففهمتْ قولي ، وأمرتها ففعلت أمري، وحددت عليها حدوداً فلا تَعْدو حَدّي ، وتأتي بأمواج كالجبال فإذا بلغتْ حَدّي ألْبسْتها مَذَلّة لطاعتي ، وخوفاً واعترافاً لأمري ) .
نماذجٌ مِن أفعالِ الزنادِقَةِ
وزنديق آخر يقوم في الغرفة ويهش بيديه متجهاً إلى الباب ويقول : ( أخرجنا الله ) ـ يعني كما يُخْرَج الذباب ـ أخزاه الله .
وآخر لما سمع شخصاً يقول : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) قال الخبيث : مخرج رقم كم؟ سخرية بالدين وبرب العالمين ، قاتله الله .
وبعض المنافقين يقول بسخرية : كم رقم تليفون الله ؟! قاتله الله .
وهذا زنديق آخر يشدّ لحية أحدهم وينتفها وكان يُقسم للزنديق أنه لم يفعل شيئاً مما يتهمه به فقال عدو الله: (خلّ الله على جنب ، لا تدخل الله فـي شغلنا ، هذا زمـان الحقائق ، زمان الله ولّى وفات ) !! .
وهكذا تكون الجرأة على مَن يُمهل ولا يُهمل .
وقد قيل : أمهل الله العصاة حتى ظن المغرورون بالله أن إمهال الله إهمال ! .
فليعلم الزنادقة أن إمهال الله ليس إهمال ، وقد قال تعالى : ( وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ).
أما يقرأ هؤلاء الزنادقة قوله تعالى عن نفسه : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ). وقوله تعالى : ( وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) أي شديد الأخذ ، شديد القوة .
وقد ذكر ابن كثير في سبب نزو قوله تعالى : ( وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ). ذكر ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال : (اذهب فادعه لي) قال : فذهب إليه فقال : يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : من رسول الله وما الله أمِن ذهب هو أم من فضه هو أم من نحاس هو ؟
قال : فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : يا رسول الله قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك . قال لي : كذا وكذا . فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل إليه مرتين وهو يقول مثل قوله الأول، فبينما هو يكلمه إذْ بعث الله عز وجل سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله عز وجل : (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ ) الآية . قال ابن كثير : ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) أي يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء ، ولهذا تكثر في آخر الزمان، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي رواه أحمد (تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل القوم فيقول : من صعق قِبلكم الغداة ؟ فيقولون: صعق فلان وفلان وفلان) نسأل الله شديد المحال أن يجعل لمن سبّه أو سب رسوله أو سب دينه أو سخر بعباده الصالحين نصيباً من هذه الصواعق التي هذا وقت تكاثرها .
امرأة من عائلة معروفة في بريدة تقول إنها كانت ترعى الغنم حين كانت شابة واثنان من الشباب غير بعيد عنها في رعي أغنامهم وكان الحر شديداً واشتد بنا العطش وبالغنم فاستغاث أحد الشابين بالله تعالى أن يسقينا، ولكن الآخر كان زنديقاً فاجراً فظهر مكنونه قائلاً لصاحبه بسخرية واستهزاء بالله (لو كان عند ربك ماءً سقى به نفسه) تعالى الله وتقدس .
تقول المرأة : بعد قليل أنشأ الله سحابه جاءت من المغرب حتى أظلّتنا فأمطرت علينا فارتوينا .
أما الساخر بالله فتدلّت عليه السحابة وأحاطت به تقصفه بصواعق أصابنا منها رعباً شديداً والبرق يسطع من خلال السحابة فكدت أنا والشاب المستغيث أن يغمى علينا من هوْل الأمر، ثم انجلت السحابة عنه فإذا هي قد قطّعته قطعاً فهذا جزاء عاجل لِساخرٍ بالملك الجبار قيوم السموات والأرضين شديد المِحال .
وهذا حادث في زماننا منذ سنين ليست بعيدة .
قال ابن الجوزي في "صيد الخاطر " : ( قال عبد المجيد بن عبد العزيز : كان عندنا بخراسان رجل كتب مصحفاً في ثلاثة أيام فلقيه رجل فقال : في كم كتبت هذا ؟ فأوْمأ بالسبابة والوسطى والإبهام وقال : في ثلاث ( ومَا مسَّنا مِن لُغُوب ) فجفّت أصابعه الثلاث ، فلم ينتفع بها فيما بعد .
وخطر لبعض الفصحاء أن يقدر أن يقول مثل القرآن فصعد إلى غرفة فانفرد فيها وقال : أمهلوني ثلاثاً : فصعدوا إليه بعد ثلاث ويده قد يبست على القلم وهو ميت.
قال ابن كثير : ( وحكى ابن خلكان فيما نقل من خطر الشيخ قطب الدين اليونيني قال : بلغنا أن رجلاً يُدعى أبا سلامة من ناحية بصرى كان فيه مجون واستهتار، فذُكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة، فقال : والله لا أستاك إلا في المخرج – يعني دبره – فأخذ سواكاً فوضعه في مخرج ثم أخرجه، فمكث بعده تسعة أشهر وهو من ألم البطن والمخرج فوضع ولداً على صفة الجرذان له أربعة قوائم ورأسه كرأس السمكة وله أربعة أنياب بارزة وذنَب طويل مثل شبر وأربعة أصابع وله دبر كدبر الأرنب ، ولما وَضَعه صاح ذلك الحيـوان ثلاث صيحات فقامت ابنه ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات ، وعاش ذلك الرجل بعد وضْعه له يومين ومات في الثالث ، وكان يقول : هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي .
وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيا، ومنهم من رآه بعد موته ) .
ثـمــارُ الــكُـــرَةِ
وهذه الكرة الحادثة يقول أحدهم من أجلها كلام الكفر وهو لا يشعر ؛ فهذا لاعب كرة لما دخلت كرة فريقه بين الخشبتين رسم الصليب على صدره بأصبعه كما تفعل النصارى ! ، وهذا من ثمار الكرة الزقومية ! .
وفي أحد ميادين الكرة مكتوب بخط عريض : ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) ! ، وهذه جرأة على الله وكذب عليه حيث جُعِل معنى الآية أن نصر الله الذي هو جهاد أعدائه الكفرة : لعب الكرة ، ومعنى نصره لكم ـ الذي هو ظفركم بأعدائه الكفرة ـ : إدخالكم الكرة بين الخشبتين ! .
قال تعالى عن أهل الكتاب : ( اتَّخَذُوا دِينَهُمْ هزواً ولعباً ) ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن أمته تجري على سننهم حذو القذة بالقذة وشبراً بشبر وذراعاً بذراع ! .
وهذا لاعب كرة آخر يتابع المباراة المعروضة بالطاغوت الناطق ( التفلزيون ) ولما ظهرت صورة الكعبة قاطعةً استمرار المباراة لأجل الصلاة كما يزعمون قال : ( لعن الله الكعبة ) ، والحقيقة أنه من إهانة شعائر الدين ظهورها في هذه المواضع ! .
وشائع في البلدان المجاورة أن يقول بعضهم لبعض : ( يلعن الذي خلقك ) ، ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ) .
وهذا مغني مجرم أخزاه الله يسخر بالتسبيح للجليل ـ سبحانه وبحمده ـ وذلك أنه سُئل عن مسْبحة يحملها معه وهي الخرز المنظوم في خيط ، قال عن مسبحته : ( إن هذه المسبحة خاصة بالجمهور حيث أسبّح بها قائلاً : حب الجمهور، حب الجمهور، حب الجمهور، كما يُسبّح المسلم قائلاً: سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله ، يقال لهذا الفاجر : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) .
وهذا النقل من كتاب ( أيها الزنادقة مهلا عن الجبار مهلا ) للشيخ / عبدالكريم الحميد حفظه الله
موقع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275057
فلقد كثر في زماننا التلفظ بكلمات عظيمة مُوبقة محرقة لا يجرأ على التلفظ بها إلا الزنادقة لأنهم رجس خبيث لا يعرفون الله عز وجل إلا باسمه ولذلك فإنهم لا يخشون سطوته وعذابه فيتكلمون بسبّه وسب رسوله ودينه بكل سهولة وبجرأة وقحة قاتلهم الله وأخزاهم.
وسأذكر في هذه الرسالة بعض ما قيل في الجليل ـ سبحانه وتعالى ـ مما يوجب عظيم السخط والغضب ، ويستجلب عاجل العقوبات ، كذلك السخرية بدينه وعباده الصالحيـن ، مع أن الـذي لا نعلم عنه ولم يبلغنا أكثر وأكبر ! لأن زماننا متميز بخبثه عن سائر الأزمان ، ولأن الدجال أوشك خروجُـه فهو بحاجة إلى أتباعٍ وأعوانٍ من هؤلاء المسوخ تقرّ بهم عينه ! .
كذلك ذكرت كلاماً مختصراً عن الظلم وأثر الدعاء وقصصاً حاصلة في زماننا وفي الماضي .
زنديقٌ تعاجلُه العقوبةُ
كان يُنقل لنا قديماً ما يقوله زبانية سجون مصر الزنادقة مثل قول بعضهم للسجين لما سمعه يقول : ياربّ ياربّ ! ، قال الزنديق : لو نزل ربك لسجنته بالزنزانة !! .
وقد بلغنا أن هذا الزنديق عوجل بعقوبة قبل الآخرة حيث سُلّط عليه طاغيته / جمال عبد الناصر فسجنه وعذّبه ، ولما انتهى سجنه خرج يوم عيد فذهب بسيارته إلى قريته في مصر ، وفي الطريق التقى بحرّاثة زراعية فاصطدم بها فدخلت أسنان الحرّاثة في جسمه ولم يقدروا أن يخلصوه إلا بقطع رقبته وفصل رأسه عن بدنه ! .
وكم وقع للزنادقة والظلمة من وقائع فظيعة من العقوبات المعجلة في الدنيا مما يعرف الناس منه الكثير ! .
وإذا كان قد نزل قرآنٌ يتلى إلى يوم القيامة في قومٍ غزاةٍ مع رسول الله ى وصحابته الأطهار رضي الله عنهم لأجل كلمة قالها هؤلاء الغزاة : ( ما نرى مثل قرائنا هؤلاء " يعنون الصحابة " أرغب بطوناً وأكذب ألْسناً وأجبن عند اللقاء ) فأنزل الله : (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) فكيف ما نحن فيه اليوم من السخرية بالله والاستهزاء به وبدينه ورسوله وعباده الصالحين ! قطع الله دابر المنافقين وعجّل عقوبتهم في الدنيا قبل الآخرة .
تكادُ السماءُ أنْ تقعَ علَى الأرضِ لمقالةِ خنزيرٍ !
ولقد تعدّى الأمر حدّه وتجاوز الطغيان مداه في زماننا، فهذا زنديق يقول قولاً واللهِ لوْ سقطت السماء على الأرض لقوله غضباً لفاطرها سبحانه وبحمده لما كان ذلك عجباً ! ، ولولا أن الله حكى عن فرعون مقالته ولولا أنني أريد أن أُعرِّض الخبيث لدعاء المسلمين عليه لما ذكرت قوله ـ قاتله الله وقطع دابره ـ ، يقول الخنـزير : ( أفعل به ) يعني الرب العظيم جلّ جلاله ، كبرت كلمة تخرج من فيه ! ، قال هذا القول الفاحش باللهجة الصريحة القبيحة التي هي أقبح وأشنع وأفظع مما أثبتُّ هنا ، اللهم اجعله عبرة لخلقك .
هذا الزنديق الخبيث لم يعرف نفسه وأن أوّله نطفة مَذِرة وآخره جيفة قذرة وفيما بين ذلك يحمل العذرة .
ولم يعرف ملك الملوك سبحانه وبحمده القاهر فوق عباده ، قال الله عز وجل للنبي أرميا ـ عليه السلام ـ في كلام أوحاه إليه : ( فأنا إله الذي ليس شيء مثلي ، قامت السموات والأرض وما فيهن بكلمتي ، وأنه لا يخلص التوحيد ولم تتم القدرة إلا لي، ولا يعلم ما عندي غيري ، وأنا الذي كلمت البحار ففهمتْ قولي ، وأمرتها ففعلت أمري، وحددت عليها حدوداً فلا تَعْدو حَدّي ، وتأتي بأمواج كالجبال فإذا بلغتْ حَدّي ألْبسْتها مَذَلّة لطاعتي ، وخوفاً واعترافاً لأمري ) .
نماذجٌ مِن أفعالِ الزنادِقَةِ
وزنديق آخر يقوم في الغرفة ويهش بيديه متجهاً إلى الباب ويقول : ( أخرجنا الله ) ـ يعني كما يُخْرَج الذباب ـ أخزاه الله .
وآخر لما سمع شخصاً يقول : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) قال الخبيث : مخرج رقم كم؟ سخرية بالدين وبرب العالمين ، قاتله الله .
وبعض المنافقين يقول بسخرية : كم رقم تليفون الله ؟! قاتله الله .
وهذا زنديق آخر يشدّ لحية أحدهم وينتفها وكان يُقسم للزنديق أنه لم يفعل شيئاً مما يتهمه به فقال عدو الله: (خلّ الله على جنب ، لا تدخل الله فـي شغلنا ، هذا زمـان الحقائق ، زمان الله ولّى وفات ) !! .
وهكذا تكون الجرأة على مَن يُمهل ولا يُهمل .
وقد قيل : أمهل الله العصاة حتى ظن المغرورون بالله أن إمهال الله إهمال ! .
فليعلم الزنادقة أن إمهال الله ليس إهمال ، وقد قال تعالى : ( وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ).
أما يقرأ هؤلاء الزنادقة قوله تعالى عن نفسه : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ). وقوله تعالى : ( وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) أي شديد الأخذ ، شديد القوة .
وقد ذكر ابن كثير في سبب نزو قوله تعالى : ( وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ). ذكر ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال : (اذهب فادعه لي) قال : فذهب إليه فقال : يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : من رسول الله وما الله أمِن ذهب هو أم من فضه هو أم من نحاس هو ؟
قال : فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : يا رسول الله قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك . قال لي : كذا وكذا . فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل إليه مرتين وهو يقول مثل قوله الأول، فبينما هو يكلمه إذْ بعث الله عز وجل سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله عز وجل : (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ ) الآية . قال ابن كثير : ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) أي يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء ، ولهذا تكثر في آخر الزمان، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي رواه أحمد (تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل القوم فيقول : من صعق قِبلكم الغداة ؟ فيقولون: صعق فلان وفلان وفلان) نسأل الله شديد المحال أن يجعل لمن سبّه أو سب رسوله أو سب دينه أو سخر بعباده الصالحين نصيباً من هذه الصواعق التي هذا وقت تكاثرها .
امرأة من عائلة معروفة في بريدة تقول إنها كانت ترعى الغنم حين كانت شابة واثنان من الشباب غير بعيد عنها في رعي أغنامهم وكان الحر شديداً واشتد بنا العطش وبالغنم فاستغاث أحد الشابين بالله تعالى أن يسقينا، ولكن الآخر كان زنديقاً فاجراً فظهر مكنونه قائلاً لصاحبه بسخرية واستهزاء بالله (لو كان عند ربك ماءً سقى به نفسه) تعالى الله وتقدس .
تقول المرأة : بعد قليل أنشأ الله سحابه جاءت من المغرب حتى أظلّتنا فأمطرت علينا فارتوينا .
أما الساخر بالله فتدلّت عليه السحابة وأحاطت به تقصفه بصواعق أصابنا منها رعباً شديداً والبرق يسطع من خلال السحابة فكدت أنا والشاب المستغيث أن يغمى علينا من هوْل الأمر، ثم انجلت السحابة عنه فإذا هي قد قطّعته قطعاً فهذا جزاء عاجل لِساخرٍ بالملك الجبار قيوم السموات والأرضين شديد المِحال .
وهذا حادث في زماننا منذ سنين ليست بعيدة .
قال ابن الجوزي في "صيد الخاطر " : ( قال عبد المجيد بن عبد العزيز : كان عندنا بخراسان رجل كتب مصحفاً في ثلاثة أيام فلقيه رجل فقال : في كم كتبت هذا ؟ فأوْمأ بالسبابة والوسطى والإبهام وقال : في ثلاث ( ومَا مسَّنا مِن لُغُوب ) فجفّت أصابعه الثلاث ، فلم ينتفع بها فيما بعد .
وخطر لبعض الفصحاء أن يقدر أن يقول مثل القرآن فصعد إلى غرفة فانفرد فيها وقال : أمهلوني ثلاثاً : فصعدوا إليه بعد ثلاث ويده قد يبست على القلم وهو ميت.
قال ابن كثير : ( وحكى ابن خلكان فيما نقل من خطر الشيخ قطب الدين اليونيني قال : بلغنا أن رجلاً يُدعى أبا سلامة من ناحية بصرى كان فيه مجون واستهتار، فذُكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة، فقال : والله لا أستاك إلا في المخرج – يعني دبره – فأخذ سواكاً فوضعه في مخرج ثم أخرجه، فمكث بعده تسعة أشهر وهو من ألم البطن والمخرج فوضع ولداً على صفة الجرذان له أربعة قوائم ورأسه كرأس السمكة وله أربعة أنياب بارزة وذنَب طويل مثل شبر وأربعة أصابع وله دبر كدبر الأرنب ، ولما وَضَعه صاح ذلك الحيـوان ثلاث صيحات فقامت ابنه ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات ، وعاش ذلك الرجل بعد وضْعه له يومين ومات في الثالث ، وكان يقول : هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي .
وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيا، ومنهم من رآه بعد موته ) .
ثـمــارُ الــكُـــرَةِ
وهذه الكرة الحادثة يقول أحدهم من أجلها كلام الكفر وهو لا يشعر ؛ فهذا لاعب كرة لما دخلت كرة فريقه بين الخشبتين رسم الصليب على صدره بأصبعه كما تفعل النصارى ! ، وهذا من ثمار الكرة الزقومية ! .
وفي أحد ميادين الكرة مكتوب بخط عريض : ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) ! ، وهذه جرأة على الله وكذب عليه حيث جُعِل معنى الآية أن نصر الله الذي هو جهاد أعدائه الكفرة : لعب الكرة ، ومعنى نصره لكم ـ الذي هو ظفركم بأعدائه الكفرة ـ : إدخالكم الكرة بين الخشبتين ! .
قال تعالى عن أهل الكتاب : ( اتَّخَذُوا دِينَهُمْ هزواً ولعباً ) ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن أمته تجري على سننهم حذو القذة بالقذة وشبراً بشبر وذراعاً بذراع ! .
وهذا لاعب كرة آخر يتابع المباراة المعروضة بالطاغوت الناطق ( التفلزيون ) ولما ظهرت صورة الكعبة قاطعةً استمرار المباراة لأجل الصلاة كما يزعمون قال : ( لعن الله الكعبة ) ، والحقيقة أنه من إهانة شعائر الدين ظهورها في هذه المواضع ! .
وشائع في البلدان المجاورة أن يقول بعضهم لبعض : ( يلعن الذي خلقك ) ، ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ) .
وهذا مغني مجرم أخزاه الله يسخر بالتسبيح للجليل ـ سبحانه وبحمده ـ وذلك أنه سُئل عن مسْبحة يحملها معه وهي الخرز المنظوم في خيط ، قال عن مسبحته : ( إن هذه المسبحة خاصة بالجمهور حيث أسبّح بها قائلاً : حب الجمهور، حب الجمهور، حب الجمهور، كما يُسبّح المسلم قائلاً: سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله ، يقال لهذا الفاجر : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) .
وهذا النقل من كتاب ( أيها الزنادقة مهلا عن الجبار مهلا ) للشيخ / عبدالكريم الحميد حفظه الله
موقع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275057
يسرا محمد الصبحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق