مفهوم الأمة الإسلامية في ضوء
الكتاب والسنة
بقلم الدكتور: توفيق الحاج
بقلم الدكتور: توفيق الحاج
إن نصوص الإسلام أي القرآن الكريم والسنّة المطهرة تدل بوضوح
على أن الأمة الإسلامية هي الأمة التي تؤمن بالعقيدة الإسلامية وتجعل أحكام الإسلام
موضع التطبيق وتحمل رسالة الإسلام إلى البشرية
جمعاء.
قال تعالى: ]وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ[ أي يهدون الناس ويحكمون به بينهم.
وقال تعالى: ]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[ أي كنتم خير أمة حال كونكم آمرين ناهين مؤمنين بالله وبما يجب عليكم الإيمان به من كتابه ورسوله وما شرعه لعباده، فإنه لا يتم الإيمان بالله سبحانه وتعالى إلا بالإيمان بهذه الأمور.
وأما الأدلة من السنة فهي مستفيضة، منها ما ورد في كتاب رسول الله r بعد وصوله المدينة المنورة: «هذا كتاب من محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس...».
ووحدة الأمة التي تدل عليها نصوص الكتاب والسنة هي وحدة عقيدتها ووحدة رسالتها ووحدة نظامها.
قال تعالى: ]آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ[ فوحدة العقيدة لدى الأمة الإسلامية مما هو على ظاهر الكف.
ووحدة الرسالة جلية واضحة كالشمس في رابعة النهار، قال تعالى: ]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي[.
وأما الأمر الذي استطاع الكافر المستعمر وعملاؤه طمس معالمه في أذهان الكثيرين فهو وحدة النظام الذي يتمثل في وحدة مصدر التشريع وكيفية سن القوانين من جهة، ومن جهة أخرى وحدة الحاكم، وهو بتعبير آخر وحدة الدولة. فالنصوص الشرعية في أمر وحدة التشريع قطعية الثبوت قطعية الدلالة حيث أنها بيّنت بوضوح أن لا محل للبشر في وضع أحكام لتنظيم علاقات الناس، ولا مكان للسلطان في إجبار الناس أو تخييرهم على اتباع قواعد وأحكام من وضع البشر في تنظيم علاقاتهم، فالله هو الذي شرع الأحكام وليس السلطان، وهو الذي أجبرهم وأجبر السلطان على اتباعها في علاقاتهم وأعمالهم، وحصرهم بها، ومنعهم من اتباع غيرها. قال تعالى: ]وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ[، وقال تعالى: ]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ[ وقال رسول الله r: «أن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها» وقال r: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
وأما كيفية سن القوانين فهي أن يتبنى الخليفة أحكاماً شرعية معينة يسنها دستوراً وقوانين، وإذا تبنى حكماً شرعياً في ذلك صار هذا الحكم وحده هو الحكم الشرعي الواجب العمل به، وأصبح حينئذ قانوناً نافذاً وجبت طاعته على كل فرد من الرعية ظاهراً وباطناً. فقد سار الخلفاء الراشدون على ذلك فتبنوا أحكاماً معينة وأمرَوا بالعمل بها، فكان المسلمون ومنهم جميع الصحابة يعملون بها ويتركون اجتهادهم. وقد تبنى أبو بكر رضي الله عنه إيقاع الطلاق الثلاث واحدة، وتوزيع المال على المسلمين بالتساوي من غير نظر إلى القدم الإسلام أو غير ذلك، فاتبعه المسلمون في هذا وسار عليه القضاة والولاة. ولما جاء عمر رضي الله عنه، تبنى رأياً في هاتين الحادثين خلاف رأي أبي بكر، فألزم وقوع الطلاق الثلاث ثلاثاً، ووزّع المال حسب القدم في الإسلام والحاجة، بالتفاضل لا بالتساوي، واتبعه في ذلك المسلمون وحكم به القضاة والولاة. ثم تبنى عمر جعل الأرض التي تغنم في الحرب غنيمة لبيت المال لا للمحاربين، وأن تبقى في يد أهلها ولا تقسم لا على المحاربين ولا على المسلمين، فاتبعه في ذلك الولاة والقضاة وساروا على الحكم الذي تبناه، وهكذا سار جميع الخلفاء الراشدين على التبني وعلى إلزام الناس بترك اجتهادهم وما يعملون به من أحكام والإلزام بما تبناه الخليفة. فكان الإجماع منعقداً على أمرين: أحدهما التبني وثانيهما وجوب العلم بما يتبناه الخليفة. ومن هذا الإجماع أخذت القواعد الشرعية المشهور «للسلطان أن يحدث من الأقضية بقدر ما يحدث من مشكلات»، «أمر الإمام يرفع الخلاف»، «أمر الإمام نافذ».
وفي شأن وحدة الحكم ورد عن النبي r أحاديث صحيحة صريحة تدل على وجوب منع تعدد الأئمة في الزمن الواحد، ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن النبي r قال: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» فالأمر بقتال الآخر يدل على تحريم نصب إمامين في آن واحد، لأن القتل لا يكون إلا عن كبيرة يتفاقم خطرها. لذلك فلا يجوز عقد البيعة لخليفتين في زمن واحد. وما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه سمع النبي r يقول: «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر»، وما رواه أبو حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي r قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي. وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم. فإن الله سائلهم عما استرعاهم». ومنها مما رواه عرفجة بن شريح قال: سمعت رسول الله r يقول: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه».
وقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على أنه لا يجوز أن يلي الأمة أكثر من واحد، ودليل ذلك أن المهاجرين لم يوافقوا الأنصار أن يكون منهم أمير ومن المهاجرين أمير حينما طلبوا ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكان مما روي في ذلك الموقف قول أبي بكر رضي الله عنه (هيهات أن يجتمع سيفان في غمد) عند ئذ رضي الأنصار بذلك، فصار ذلك منهم إجماعاً على عدم جواز تعدد الأئمة، بل روى البيهقي في الخطبة نفسها عبارة أكثر صراحة من السابقة وهي قوله: (أنه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران، فإنه مهما يكن ذلك يختلف أمرهم وأحكامهم، وتتفرق جماعتهم ويتنازعون فيما بينهم. هنالك تترك السنة، وتظهر البدعة، وتعظم الفتنة، وليس لأحد على ذلك صلاح).
واقع الأمة الإسلامية:
قلنا إنّ الأمة الإسلامية هي الأمة التي تؤمن بالعقيدة الإسلامية، وتضع أحكام الإسلام موضع التطبيق، وتحمل رسالة الإسلام إلى البشرية جمعاء.
هذا ما يجب أن يكون عليه حال الأمة الإسلامية. ولكن واقعها الحالي قد أصابه الخلل في أمور ثلاثة:
أولاً: فيما يتعلق بالعقيدة الإسلامية:
إن العقيدة الإسلامية نفسها لا تزال موجودة عند كل مسلم ولا يزال كل مسلم يقول صباح مساء: لا إله إلا الله، وإن كان قوله هذا لا يحرك شعره في بدنه، ولا خلجة من خلجات قلبه. ولا شيئاً من مشاعره، ولا يدفعه في الحياة قد أنملة، ولا يمنع عنه من التأخر والانحطاط شيئاً، ذلك لأن العقيدة الإسلامية فقدت في نفوس المسلمين ثلاثة أمور هامة:
1- لم تعد لها علاقة بأفكار الحياة وأنظمة التشريع فغاضت منها الحيوية وأصبحت جثة هامدة. إذ أن عقيدة الإسلام تقرر أن المصدر الوحيد الذي يأتي منه التشريع ابتداءاً هو الله تعالى وحده، فإليه يرجع الأمر والحكم، وليس لمخلوق أن ينشئ حكماً بالتحليل أو التحريم من عند نفسه. قال عزّ وجل: ]اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً[ وقال عز وجل: ]أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ[، إلى غير ذلك من الآيات التي تقرر إفراد الله تعالى بالألوهية والتشريع، وأن منازعته فيه شرك. وتسيير شؤون الأمة وَفقاً لأحكام الإسلام هو الذي يجعل العقيدة حية باعثة العزة والحيوية في كل مناحي الحياة.
2- لم تعد تثير عند المسلمين الشوق إلى الجنة ونعيمها والخوف من النار وعذابها، ولا تستنفرهم للعمل من أجل نوال رضوان الله تعالى.
3- لم تعد تربط المسلمين بعضهم ببعض. فقد ضعفت بينهم رابطة الأخوة الإسلامية المبنية على العقيدة الإسلامية حتى كادت أن تموت، وحلت محلها رابطة الوطنية والقومية وأصبحوا شعوباً ودولاً وصاروا يوالون الكفر وأهله حتى في ضرب الإسلام والمسلمين.
ثانياً: فيما يتعلق بتطبيق أحكام الإسلام:
لقد سار حكّام المسلمين جميعاً على خُطا كمال أتاتورك، فقد أزالوا الإسلام عقيدة وشريعة من الدولة ومن شؤون الحياة ووضعوا مكانه نظام الكفر فطبقوا النظام الرأسمالي والشريعة الغربية ودعوا على عقيدة الكفر: عقيدة فصل الدين عن الدولة. وجعلوا من أنفسهم حراساً لأحكام الكفر وقوانينه وأنظمته.
والأنكى من ذلك أنهم نذروا أنفسهم لمقاومة كل حركة إسلامية تعمل لإعادة أحكام الإسلام إلى الحياة. ففي الوقت الذي نجد فيه تكالب الكفار على مسلمي البوسنة والهرسك فلا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمّة ويمنعونهم من حق الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم نجد الدول الكرتونية المسمّاة زوراً وبهتاناً دولاً إسلامية يواصلون مكرهم وخيانتهم لأمتهم وعقيدتهم وذلك بضرب وتصفية العاملين للإسلام الذين يحاولون أن ينقذوا أمتهم من الفناء وعقيدتهم من الزوال ويعملون لتخليص أمتهم من سيطرة الكفر والكفار.
أما ما الذي يدفع بهؤلاء الحكام ـ وهم قد ملكوا البلاد والعباد ولا ينقصهم من متاع الدنيا ـ إلى هذا الموقف الإجرامي الآثم؟
إنها حالات ثلاثة تملكتهم وأثرت فيهم:
1- عدم الثقة بالإسلام كمبدأ عالمي للحياة والحكم وعلاقات الدول.
2- عدم الثقة بالأمة الإسلامية كأمة قادرة على أن تقتعد مكان الصدارة بين الأمم الكبرى.
3- الرعب الذي قذف في قلوبهم من الدول الكبرى الكافرة وما لديها من معدات الدمار ومن أساليب المكر والخداع.
ومن أجل ذلك نأوا بجانبهم عن الإسلام وجعلوا ركيزة بقائهم في الحكم الاستعانة بالدول الكبرى والاستناد إليها لا بقوة بلادهم والاستناد إلى أمتهم، واستسلموا بذلك للكفار الحربيين وملّكوهم مقدرات الأمة وجلبوا جيوش الكفار إلى أهم بلاد المسلمين، فها هم يبنون القواعد الضخمة في الخليج والجزيرة، ومن قبل بنوها في مصر وتركيا والمغرب وعُمان. وقد نقلوا مؤخراً بعض مراكز قياداتهم العسكرية وغرف العمليات إلى البحرين. وهم يتتبعون الإسلام في كل ناحية لإزالته من الحياة حتى يصبح ديناً كهونتياً لا علاقة له بالحياة، حتى يستوي أهل الكفر وأهل الإسلام، قال تعالى: ]وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً[.
ويكفي المسلمين عاراً أن لا يوجد لهم كيان يطبق أحكام كتاب الله وسنّة رسوله، ولنعلم علم اليقين أن ما نحن فيه من بلاء وشدة إنما هو نتيجة حتمية لغياب حكم الإسلام، وذلك لقوله تعالى: ]وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى@ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا @ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى @ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى[.
ثالثاً: فيما يتعلق بحمل رسالة الإسلام إلى البشرية جمعاء:
قال الله تعالى: ]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ[ وقال رسول الله r: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام. وحسابهم على الله تعالى».
لقد فقه الصحابة الكرام والمسلمون من بعدهم هذه النصوص الكرمية، وأمثالُها كثيرا، فحملوا دعوة الله عزّ وجلّ في مشارق الأرض ومغاربها ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ولنستمعْ لرد ربعي بن عامر رضي الله عنه حين سأله رستم: ما الذي جاء بكم؟ قال: (أن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة). نعم لقد حملت الدولة الإسلامية راية الجهاد وجعلت سياستها مع غيرها من الشعوب والأمم قائمة على أساس نشر الدعوة الإسلامية حتى فتح الله عليها وانتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
أما ماذا نرى اليوم... نرى العالم كله يحمل إلينا أفكاره الفاسدة من قومية ووطنية وماركسية وإباحية وديمقراطية... كل الأفكار والمبادئ التي جرّت على البشرية الويلات والحروب، وأردت الإنسان في الدرك الأسفل من الحيوانية، وجعلت حياته دائرة من البؤس والشقاء.
وأما الدولة الإسلامية التي كانت تحمل رسالة الإسلام وترفع راية الجهاد فقد أزالها الكافر وأقام عوضاً عنها دويلات كرتونية تعينه على نشر سمومه وإفساد الأمة، وتمكين مفاهيم الغرب وحضارته من عقول ونفوس المسلمين، وتتصدى لمن يحملون دعوة الإسلام أو يكافحون هذه الأفكار التي هي أفكار ومفاهيم كفر لا تمت للإسلام بصلة من قريب أو بعيد.
وأما الجهاد فقد استبدلت به هذه الكياناتُ الكرتونية الاستسلام، بل وصل الأمر بهم عملياً أن ألغوا الجهاد حتى في حالة الدفاع عن النفس والعرض كما هو الحال في تخاذلهم عن نصرة المسلمين في البوسنة ـ الهرسك.
أيها المسلمون: هذا هو الواقع الذي تعيشونه وتلمسونه جميعاً. أما ما هو المخرج من هذا الواقع الذي تداعت علينا فيه جميع الأمم وخان ولاةُ الأمور الله ورسوله والمؤمنين واتبعوا سبيل الكفار والمجرمين؟
لنكن على علم تام ويقين راسخ أن الإسلام بلا سلطان لا يمكن أن يوجَد حياً في واقع الحياة، وأن المسلمين بدون دولة واحدة ترعى شؤونهم وتحمي بيضتهم وتجمع شملهم وتعمل على أن تأخذ الأمة مكانتها الحقيقية بين الأمم لا يمكن أن تقوم لهم قائمة. ولذا فإن المخرج والحل الوحيد هو عودة الخلافة الإسلامية c
قال تعالى: ]وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ[ أي يهدون الناس ويحكمون به بينهم.
وقال تعالى: ]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[ أي كنتم خير أمة حال كونكم آمرين ناهين مؤمنين بالله وبما يجب عليكم الإيمان به من كتابه ورسوله وما شرعه لعباده، فإنه لا يتم الإيمان بالله سبحانه وتعالى إلا بالإيمان بهذه الأمور.
وأما الأدلة من السنة فهي مستفيضة، منها ما ورد في كتاب رسول الله r بعد وصوله المدينة المنورة: «هذا كتاب من محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس...».
ووحدة الأمة التي تدل عليها نصوص الكتاب والسنة هي وحدة عقيدتها ووحدة رسالتها ووحدة نظامها.
قال تعالى: ]آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ[ فوحدة العقيدة لدى الأمة الإسلامية مما هو على ظاهر الكف.
ووحدة الرسالة جلية واضحة كالشمس في رابعة النهار، قال تعالى: ]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي[.
وأما الأمر الذي استطاع الكافر المستعمر وعملاؤه طمس معالمه في أذهان الكثيرين فهو وحدة النظام الذي يتمثل في وحدة مصدر التشريع وكيفية سن القوانين من جهة، ومن جهة أخرى وحدة الحاكم، وهو بتعبير آخر وحدة الدولة. فالنصوص الشرعية في أمر وحدة التشريع قطعية الثبوت قطعية الدلالة حيث أنها بيّنت بوضوح أن لا محل للبشر في وضع أحكام لتنظيم علاقات الناس، ولا مكان للسلطان في إجبار الناس أو تخييرهم على اتباع قواعد وأحكام من وضع البشر في تنظيم علاقاتهم، فالله هو الذي شرع الأحكام وليس السلطان، وهو الذي أجبرهم وأجبر السلطان على اتباعها في علاقاتهم وأعمالهم، وحصرهم بها، ومنعهم من اتباع غيرها. قال تعالى: ]وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ[، وقال تعالى: ]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ[ وقال رسول الله r: «أن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها» وقال r: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
وأما كيفية سن القوانين فهي أن يتبنى الخليفة أحكاماً شرعية معينة يسنها دستوراً وقوانين، وإذا تبنى حكماً شرعياً في ذلك صار هذا الحكم وحده هو الحكم الشرعي الواجب العمل به، وأصبح حينئذ قانوناً نافذاً وجبت طاعته على كل فرد من الرعية ظاهراً وباطناً. فقد سار الخلفاء الراشدون على ذلك فتبنوا أحكاماً معينة وأمرَوا بالعمل بها، فكان المسلمون ومنهم جميع الصحابة يعملون بها ويتركون اجتهادهم. وقد تبنى أبو بكر رضي الله عنه إيقاع الطلاق الثلاث واحدة، وتوزيع المال على المسلمين بالتساوي من غير نظر إلى القدم الإسلام أو غير ذلك، فاتبعه المسلمون في هذا وسار عليه القضاة والولاة. ولما جاء عمر رضي الله عنه، تبنى رأياً في هاتين الحادثين خلاف رأي أبي بكر، فألزم وقوع الطلاق الثلاث ثلاثاً، ووزّع المال حسب القدم في الإسلام والحاجة، بالتفاضل لا بالتساوي، واتبعه في ذلك المسلمون وحكم به القضاة والولاة. ثم تبنى عمر جعل الأرض التي تغنم في الحرب غنيمة لبيت المال لا للمحاربين، وأن تبقى في يد أهلها ولا تقسم لا على المحاربين ولا على المسلمين، فاتبعه في ذلك الولاة والقضاة وساروا على الحكم الذي تبناه، وهكذا سار جميع الخلفاء الراشدين على التبني وعلى إلزام الناس بترك اجتهادهم وما يعملون به من أحكام والإلزام بما تبناه الخليفة. فكان الإجماع منعقداً على أمرين: أحدهما التبني وثانيهما وجوب العلم بما يتبناه الخليفة. ومن هذا الإجماع أخذت القواعد الشرعية المشهور «للسلطان أن يحدث من الأقضية بقدر ما يحدث من مشكلات»، «أمر الإمام يرفع الخلاف»، «أمر الإمام نافذ».
وفي شأن وحدة الحكم ورد عن النبي r أحاديث صحيحة صريحة تدل على وجوب منع تعدد الأئمة في الزمن الواحد، ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن النبي r قال: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» فالأمر بقتال الآخر يدل على تحريم نصب إمامين في آن واحد، لأن القتل لا يكون إلا عن كبيرة يتفاقم خطرها. لذلك فلا يجوز عقد البيعة لخليفتين في زمن واحد. وما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه سمع النبي r يقول: «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر»، وما رواه أبو حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي r قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي. وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم. فإن الله سائلهم عما استرعاهم». ومنها مما رواه عرفجة بن شريح قال: سمعت رسول الله r يقول: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه».
وقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على أنه لا يجوز أن يلي الأمة أكثر من واحد، ودليل ذلك أن المهاجرين لم يوافقوا الأنصار أن يكون منهم أمير ومن المهاجرين أمير حينما طلبوا ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكان مما روي في ذلك الموقف قول أبي بكر رضي الله عنه (هيهات أن يجتمع سيفان في غمد) عند ئذ رضي الأنصار بذلك، فصار ذلك منهم إجماعاً على عدم جواز تعدد الأئمة، بل روى البيهقي في الخطبة نفسها عبارة أكثر صراحة من السابقة وهي قوله: (أنه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران، فإنه مهما يكن ذلك يختلف أمرهم وأحكامهم، وتتفرق جماعتهم ويتنازعون فيما بينهم. هنالك تترك السنة، وتظهر البدعة، وتعظم الفتنة، وليس لأحد على ذلك صلاح).
واقع الأمة الإسلامية:
قلنا إنّ الأمة الإسلامية هي الأمة التي تؤمن بالعقيدة الإسلامية، وتضع أحكام الإسلام موضع التطبيق، وتحمل رسالة الإسلام إلى البشرية جمعاء.
هذا ما يجب أن يكون عليه حال الأمة الإسلامية. ولكن واقعها الحالي قد أصابه الخلل في أمور ثلاثة:
أولاً: فيما يتعلق بالعقيدة الإسلامية:
إن العقيدة الإسلامية نفسها لا تزال موجودة عند كل مسلم ولا يزال كل مسلم يقول صباح مساء: لا إله إلا الله، وإن كان قوله هذا لا يحرك شعره في بدنه، ولا خلجة من خلجات قلبه. ولا شيئاً من مشاعره، ولا يدفعه في الحياة قد أنملة، ولا يمنع عنه من التأخر والانحطاط شيئاً، ذلك لأن العقيدة الإسلامية فقدت في نفوس المسلمين ثلاثة أمور هامة:
1- لم تعد لها علاقة بأفكار الحياة وأنظمة التشريع فغاضت منها الحيوية وأصبحت جثة هامدة. إذ أن عقيدة الإسلام تقرر أن المصدر الوحيد الذي يأتي منه التشريع ابتداءاً هو الله تعالى وحده، فإليه يرجع الأمر والحكم، وليس لمخلوق أن ينشئ حكماً بالتحليل أو التحريم من عند نفسه. قال عزّ وجل: ]اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً[ وقال عز وجل: ]أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ[، إلى غير ذلك من الآيات التي تقرر إفراد الله تعالى بالألوهية والتشريع، وأن منازعته فيه شرك. وتسيير شؤون الأمة وَفقاً لأحكام الإسلام هو الذي يجعل العقيدة حية باعثة العزة والحيوية في كل مناحي الحياة.
2- لم تعد تثير عند المسلمين الشوق إلى الجنة ونعيمها والخوف من النار وعذابها، ولا تستنفرهم للعمل من أجل نوال رضوان الله تعالى.
3- لم تعد تربط المسلمين بعضهم ببعض. فقد ضعفت بينهم رابطة الأخوة الإسلامية المبنية على العقيدة الإسلامية حتى كادت أن تموت، وحلت محلها رابطة الوطنية والقومية وأصبحوا شعوباً ودولاً وصاروا يوالون الكفر وأهله حتى في ضرب الإسلام والمسلمين.
ثانياً: فيما يتعلق بتطبيق أحكام الإسلام:
لقد سار حكّام المسلمين جميعاً على خُطا كمال أتاتورك، فقد أزالوا الإسلام عقيدة وشريعة من الدولة ومن شؤون الحياة ووضعوا مكانه نظام الكفر فطبقوا النظام الرأسمالي والشريعة الغربية ودعوا على عقيدة الكفر: عقيدة فصل الدين عن الدولة. وجعلوا من أنفسهم حراساً لأحكام الكفر وقوانينه وأنظمته.
والأنكى من ذلك أنهم نذروا أنفسهم لمقاومة كل حركة إسلامية تعمل لإعادة أحكام الإسلام إلى الحياة. ففي الوقت الذي نجد فيه تكالب الكفار على مسلمي البوسنة والهرسك فلا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمّة ويمنعونهم من حق الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم نجد الدول الكرتونية المسمّاة زوراً وبهتاناً دولاً إسلامية يواصلون مكرهم وخيانتهم لأمتهم وعقيدتهم وذلك بضرب وتصفية العاملين للإسلام الذين يحاولون أن ينقذوا أمتهم من الفناء وعقيدتهم من الزوال ويعملون لتخليص أمتهم من سيطرة الكفر والكفار.
أما ما الذي يدفع بهؤلاء الحكام ـ وهم قد ملكوا البلاد والعباد ولا ينقصهم من متاع الدنيا ـ إلى هذا الموقف الإجرامي الآثم؟
إنها حالات ثلاثة تملكتهم وأثرت فيهم:
1- عدم الثقة بالإسلام كمبدأ عالمي للحياة والحكم وعلاقات الدول.
2- عدم الثقة بالأمة الإسلامية كأمة قادرة على أن تقتعد مكان الصدارة بين الأمم الكبرى.
3- الرعب الذي قذف في قلوبهم من الدول الكبرى الكافرة وما لديها من معدات الدمار ومن أساليب المكر والخداع.
ومن أجل ذلك نأوا بجانبهم عن الإسلام وجعلوا ركيزة بقائهم في الحكم الاستعانة بالدول الكبرى والاستناد إليها لا بقوة بلادهم والاستناد إلى أمتهم، واستسلموا بذلك للكفار الحربيين وملّكوهم مقدرات الأمة وجلبوا جيوش الكفار إلى أهم بلاد المسلمين، فها هم يبنون القواعد الضخمة في الخليج والجزيرة، ومن قبل بنوها في مصر وتركيا والمغرب وعُمان. وقد نقلوا مؤخراً بعض مراكز قياداتهم العسكرية وغرف العمليات إلى البحرين. وهم يتتبعون الإسلام في كل ناحية لإزالته من الحياة حتى يصبح ديناً كهونتياً لا علاقة له بالحياة، حتى يستوي أهل الكفر وأهل الإسلام، قال تعالى: ]وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً[.
ويكفي المسلمين عاراً أن لا يوجد لهم كيان يطبق أحكام كتاب الله وسنّة رسوله، ولنعلم علم اليقين أن ما نحن فيه من بلاء وشدة إنما هو نتيجة حتمية لغياب حكم الإسلام، وذلك لقوله تعالى: ]وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى@ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا @ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى @ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى[.
ثالثاً: فيما يتعلق بحمل رسالة الإسلام إلى البشرية جمعاء:
قال الله تعالى: ]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ[ وقال رسول الله r: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام. وحسابهم على الله تعالى».
لقد فقه الصحابة الكرام والمسلمون من بعدهم هذه النصوص الكرمية، وأمثالُها كثيرا، فحملوا دعوة الله عزّ وجلّ في مشارق الأرض ومغاربها ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ولنستمعْ لرد ربعي بن عامر رضي الله عنه حين سأله رستم: ما الذي جاء بكم؟ قال: (أن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة). نعم لقد حملت الدولة الإسلامية راية الجهاد وجعلت سياستها مع غيرها من الشعوب والأمم قائمة على أساس نشر الدعوة الإسلامية حتى فتح الله عليها وانتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
أما ماذا نرى اليوم... نرى العالم كله يحمل إلينا أفكاره الفاسدة من قومية ووطنية وماركسية وإباحية وديمقراطية... كل الأفكار والمبادئ التي جرّت على البشرية الويلات والحروب، وأردت الإنسان في الدرك الأسفل من الحيوانية، وجعلت حياته دائرة من البؤس والشقاء.
وأما الدولة الإسلامية التي كانت تحمل رسالة الإسلام وترفع راية الجهاد فقد أزالها الكافر وأقام عوضاً عنها دويلات كرتونية تعينه على نشر سمومه وإفساد الأمة، وتمكين مفاهيم الغرب وحضارته من عقول ونفوس المسلمين، وتتصدى لمن يحملون دعوة الإسلام أو يكافحون هذه الأفكار التي هي أفكار ومفاهيم كفر لا تمت للإسلام بصلة من قريب أو بعيد.
وأما الجهاد فقد استبدلت به هذه الكياناتُ الكرتونية الاستسلام، بل وصل الأمر بهم عملياً أن ألغوا الجهاد حتى في حالة الدفاع عن النفس والعرض كما هو الحال في تخاذلهم عن نصرة المسلمين في البوسنة ـ الهرسك.
أيها المسلمون: هذا هو الواقع الذي تعيشونه وتلمسونه جميعاً. أما ما هو المخرج من هذا الواقع الذي تداعت علينا فيه جميع الأمم وخان ولاةُ الأمور الله ورسوله والمؤمنين واتبعوا سبيل الكفار والمجرمين؟
لنكن على علم تام ويقين راسخ أن الإسلام بلا سلطان لا يمكن أن يوجَد حياً في واقع الحياة، وأن المسلمين بدون دولة واحدة ترعى شؤونهم وتحمي بيضتهم وتجمع شملهم وتعمل على أن تأخذ الأمة مكانتها الحقيقية بين الأمم لا يمكن أن تقوم لهم قائمة. ولذا فإن المخرج والحل الوحيد هو عودة الخلافة الإسلامية c
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق